ممنوع الإقتراب والتصوير
هل ترى معنى لهذه الكلمة المنتشرة على كل المبانى الحكومية والتى تراها أحيانا فى يافطة كبيرة
على الخرابات أيضا والتى لا تحتوى على أى شيئ اللهم إلا بعض المخلفات التى لا تساوى شيئا
بالمرة ، وما معنى أن ترى هذه العبارة على أكشاك الدريسة الخاصة بالسكك الحديدية ، فما هى
الأهمية لهذا الصرح الذى لا يحتوى على أسرار عسكرية !! وما هى أهمية أن ترى هذه العبارة
على حائط معسكر لا يحتوى على شيئ اللهم إلا شوية عساكر مثلهم مثل الخفراء الذين لا يقومون
إلا بأعمال لا تمثل أى أعمال حربية أو سرية ، لعلك تضحك مثلى عندما تقرأ هذه العبارة المضحكة
التى تراها دائما على أسوار المنشآت الحكومية والعسكرية التى لا تمثل أى قيمة بالمرة .
ولعلك مازلت تتذكر نكتة المطار السرى بعد حرب يونيو 1967 عندما كان ينادى كمسارى الأوتبيس
على ركابه اللى نازل محطة المطار السرى يستعد وكأنه كان يلفت نظر الناس أن هناك مطارا سريا
وهم فى الأصل لا يعلمون شيئا عن هذا المطار ولا يعنيهم ذلك ،وقد تسأل ماقيمة هذه العبارة فى
عصر الفضاء الواسع والذى تدور فيه الأقمار الإصطناعية التى تصور حتى دبة النملة فى كل
العالم ،ولعلك تتذكر المأسوف على شبابه بوش الإبن عندما كان يعلن إبان الحرب الظالمة على العراق
أن أمريكا تعلم ماركة الملابس الداخلية لصدام حسين فى مخبئه تحت الأرض
وفى عصر الإنترنت الذى غزى عقول الناس والذى ينقلك أو ينتقل بك الى عالم المعرفة وكمٌ المعلومات
المبهرة ، أما هذه الخدمة الجديدة عندنا والقديمة فى الغرب والمسماه بال ( جى بى إس ) والتى تدخل بك
حتى الى داخل البيوت وتكشف لك عن الخبايا فى الشوارع وحجم الزحام بها ويوضح لرجال المرور ماهى
المناطق المزدحمة حتى يمكن التحرك السريع وفك الزحام وتسيير الحركة الى الشوارع الغير مزدحمة ،
وتستطيع من خلال تليفونك المحمول أن تذهب الى أى مكان تريده من خلال خريطة للمكان وللشارع والمنطقة
وبأدق التفاصيل ، فقل لى بربك ما لزوم هذه العبارة المضحكة الموجودة على حوائط الهيئات الحكومية والمبانى
الغير معلومة حتى للجهابذة والعارفين بكل الأمور .
هل عندك تبرير لأن تلطخ هذه العبارة حوائط المصالح الحكومية وما الداعى لها وهل هناك فائدة من ورائها
اللهم إلا إثارة الضحك على ما نحن فيه من سذاجة وعبط يصل لحد الهبل فى الوقت الذى نرى فيه الطائرات
التى تسبح فى السماء بدون طياروأقمار التجسس التى غزت الفضاء وفى الوقت الذى نتجادل ونثير الجدل
فى موضوعات أقل ما يقال عنها أنها هايفة حتى صارت معظم أوقاتنا نقضيها فى الثرثرة والقيل والقال ولا
نبحث عن المفيد النافع لنا وللمجتمع الذى نعيش فيه ، فهل فعلت أنت شيئا عليه القيمة للمكان الذى نشأت
وترعرعت فيه ؟ وهل عندك العزم والنية الحسنة لأن تفعل شيئا بدل الكلام الذى لا يودٍى ولا يجيب ؟
أعرف أن هذه العبارة كانت ضرورية قبل عصر الفضائيات والأقمار التى تدور فى السماء التى صارت
الآن مكشوفة ، وصرنا نرى كل شيئ حال حدوثه وصارت الأقمارتنقل لنا بالصورة الملونة حالة الجو
غدا ولأيام لاحقة فنأخذ الحيطة وليس كما كان يحدث فى الماضى القريب من مفاجآت ، فما معنى إذا لهذه
العبارة التى تثير ضحكنا حتى أن أحدهم حكى لى مرة أنه رأى هذه العبارة مكتوبة على سور خرابة فى
الشارع الذى يسكنه فيا ترى هل هناك أسرار عسكرية داخل هذه الخرابة ؟ وهل ترى أنت أن هناك خلف
أسوار هذه الخرابة أبحاث هامة مدوية ستظهر نتائجها فى مؤتمر علمى تنقله الفضائيات ووكالات الأنباء ،
وقد تكون هذه الخرابة بما تحتويه من كلاب ضالة أو فئران أو مخلفات تجرى عليها أبحاثا سرية أو ربما
أن هناك معامل على أعلى مستوى من العلم فى هذا المستودع من القمامة فى هذه الخرابة التى تطير إليها
أكياس الزبالة ليلا من البلكونات دون رقيب أو بعض من ضمير !!.
فى الوقت الذى نرى نحن هذه التفاهات على الحوائط ونقف فى طوابير العيش أبو شلن ويحدث ما يحدث من
سخافات وإحتكاكات فى التجمعات أمام الأفران التى تخبز لنا من هذه الأقماح المستوردة والتى قيل عنها
أنها فاسدة مثلها مثل من إستوردوها لنا من أصحاب الذمم الخربة والضمائر التى باعت نفسها للشيطان
حبا فى المال ، فى هذا الوقت الذى نحن فيه من تدنى فى الأخلاق والسلوك والتصرفات وخراب الذمم ،
فى الوقت الذى نسخف نحن فى بعضنا البعض ولا يعجبنا العجب ولا الصيام فى رجب ونرى كلنا أو
بعضنا فى خصام دائم مع الآخر ولا يعجبه ما يفعله غيره و ندور فى حلقات مفرغة ونقاشات لا طائل
ولا جدوى من ورائها وصرنا كلنا أو بعضنا أبواق زاعقة لا نكل ولا نمل من الكلام فى الفاضية والمليانة ..
فى هذا الوقت راح غيرنا فى البناء والتوحد والتجمع خلف هدف قومى و قضية وطنية والإصرار على إنجازها
ويفاجئنونا كل يوم بإنجازات مزهلة ونحن نائمون أو هائمون نتسكع فى الشوارع أو قابعون على المقاهى
تبحلق فى المارات والمارين .
هل أنت معى أننا مازلنا نعيش على حضارة الأجداد ونتغنى بها فى كل زمان ومكان كالقرعة التى تتباهى
يشعر بنت أختها ، لقدعفى الزمن على هذه الأفكار وأنه يجب أن نعيش الواقع ونفيق من غفلتنا ونلفظ هذه
العبارات المضحكة التى نجدها على المبانى الحكومية ، فهل أنت مع هذا الذى يحدث رغم هذه الثورة العلمية
التى نراها فى الغرب ونحن مازلنا كسالى نعمل فى اليوم 27 دقيقة بالتمام والكمال ،لا نفكر ولا نبتكر ولا نحلم
أحلاما كبيرة وكل أحلامنا متواضعة ، فلماذا لانعود لتاريخنا البعيد الذى كان قبل ظهور هذه البلاد الى الوجود
فنحن الذين صدًرنا المعرفة الى العالم فلماذا اذا هذا الكسل والتقهقرالذى يعود بنا الى الوراء فى الوقت الذى صعد
فيه العالم الى القمر ؟ بل صار هناك من يصعد الى القمر من أجل النزهة !!
هل نرى اليوم الذى نتخلى قيه عن هذه العادات السيئة والأفكار المضحكة ولا نرى هذه العبارت تشوه المبانى الحكومية
والحوائط ؟ ونصيحتى لك أن لا تفعل مثلما فعل هذا المأفون الشاذ عندما راح يصور مأخرات الفتيات يكاميرا التليفون
الممحمول وهنا أقول له ممنوع الإقتراب والتصوير !!
موضوع: ممنوع الإقتراب والتصوير 
الإثنين فبراير 23, 2015 10:08 pm
