| موضوع: في رحلة القطار الثلاثاء أغسطس 18, 2015 10:35 am |
| في رحلة القطار القطار عالم مصغر لما يحدث في دنيانا ، فالعمر محطات ، ومشاكل الحياة كثيرة ومتنوعة تراها على ألسنة الراكبين ، وفي الدنيا أشقياء لاهون ، وأتقياء زاهدون ، وفي القطار كذلك . ترى وتسمع من الركاب قصص الزواج والطلاق ، والسفر والنجاح والفشل . وأبطال تلك الحكايات نساء يتحدثن بالفطرة والبساطة ! لكن بعض الحكايات لا تخلو أحيانا من المبالغات !وبعض الرجال تشدهم الأحاديث فيندمجون ويبوحون ! القطار حياة متنقلة ، ومشاهد متناقضة ، وأفكار وحسرات محبوسة قد تخرج للتنفيس ، أو تبقى محبوسة بالتأييس فاليأس قد يريح أحيانا بوداع التمني ! إن في القطار لوحات وحكايات وتأملات !! وحركة متجددةوصاعدون وراحلون ! وضحكات ومشاغبات ، وفيه أيضا أحزان ودموع تخفيها وجوه ، ومآسي ومرضي راحلون للعلاج قبل رحيلهم عن دنياهم ، وفيه أيضا لصوص وأشقياء، وزيطة ودلع أبطاله في الغالب الطلاب !! وفيه أحيانا مشاكل وتشاجر ومطاوي وسيوف !! وفيه منظرة من شباب منفلت ، وفيه أيضا التزام واحترام من الغالبية العظمي ، إنه بحق مجتمع يرحل ويعود بأتراحه وأفراحه ، وبهرجه ومرجه !! أما الفتاة التي كانت تنتظر عودة حبيبها من السفر بقلق وشغف ، وكانت تنظر إلى وجوه النازلين من القطار وقد توقف في محطة ما ، ولم تجده وأصابها ما أصابها ، فالمقصود هنا هو تعب الإنسان في حياته وصولا إلى أمل طالما حلم به ، وفي النهاية لم يجد في حياته ما كان يتمناه ، وكثيرا ما نجد ذلك في حياتنا . ومع هذه المعاني الكثيرة وتخبط الإنسان بين آماله وآلامه ترسم الكلمات ذات الرتم السريع رحلة القطار الذي يمثل الدنيا بكل تناقضاتها . مواقف مواقف حقائب لفائف وزفرة ثقيلة و طفلة نحيلة ودمعة تحار وأسرة نيام وصبية فرار وقبلة مرار في موكب الحياة في رحلة القطار !
* مودع كئيب وآخر سعيد وثالث غـريب أضناه الانتظار موظف يسب وآخر يعـد وراكب يدب وضحكة ودمعة مصبها مصب في رحلة القطار
* في وجوه العائدين رأيتها تفتش تلمس العيون والسترة البيضاء وشعره الحزين عله يعود بفرحة اللقاء يودع الشقاء والآه والأنين
* لكنه تأخر في عينها تأخر في قلبها تأخر تقدمت تأخرت تسمرت تلفتت تمشي .. تتأخر تعود تتكسر في عينها ذبول في لحظة العدم وصفرة القطار يعلن المسير وآهة تطير من عقلها المحـير وقلبها الكسير
* تنكر القطار تمرد القطار تحرك القطار قلبها تحطم ودمعها تحدر تمثالها تسمر لا يدرك الفرار من لوعة القطار ! وعبرة القطار ! في مشهد تكرر علنا نراه نفكر ندبر نخطط نذكر
برحلة الحياة .. وشقوة الحياة .. وزحمة الحياة !
محمود السيد السيوني .. 24 : 12 : 1983
|
|