<!--
/* Style Definitions */
p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal
{mso-style-parent:"";
margin:0in;
margin-bottom:.0001pt;
text-align:right;
mso-pagination:widow-orphan;
direction:rtl;
unicode-bidi:embed;
font-size:12.0pt;
font-family:"Times New Roman";
mso-fareast-font-family:"Times New Roman";}
@page Section1
{size:595.3pt 841.9pt;
margin:1.0in 1.25in 1.0in 1.25in;
mso-header-margin:.5in;
mso-footer-margin:.5in;
mso-paper-source:0;
mso-gutter-direction:rtl;}
div.Section1
{page:Section1;}
-->
من يصلح تعليمنا ؟ بقلم : احلام الجندى عندما
تولى محمد على حكم مصر فى عام 1805 اعاد تخطيطها فبدأ بتطهير الداخل من المماليك
والانجليز و استطاع بعد ذلك أن ينهض بها عسكريًا وصناعيًا وزراعيًا وتجاريًا وتعليميًا وارسل البعثات واستفاد من نظم الدول المتقدمة
حوله فما كانت الا ثمانى سنوات حتى تحولت مصر فى عام 1813 الى دولة نامية باقتدار،
واصبحت مصر دولة ذات ثقل في تلك الفترة . ومكنه من ذلك طول فترة حكمه فقد استطاع بذكائه ان يبقى فى حكم مصر من عام 1805
حتى 1848 على خلاف النظام الذى كان يتبعه العثمانيون فى ألا تزيد فترة حكم الوالى على
مصر عن عامين . ثم
بعد ذلك بجيشه القوى جعل الخلافة العثمانية توكله للقضاء على الحركة الوهابية
بالجزيرة العربية واخضاعها لها ، وايضا اخماد ثورة اليونانيين الثائرين عليها فى
المورة . كما وسع دولته جنوبًا بضمه للسودان. وبعد ذلك دفعته اطماعه واغتراره
بقوته وانتصاراته وضعف الدولة العثمانية للتحول
لمهاجمتها حيث حارب جيوشها في الشام والأناضول، وكاد يسقطها ، لولا تعارض ذلك مع مصالح الدول الغربية التي
أوقفته وأرغمته على التنازل عن معظم الأراضي التي ضمها وحجمت حكمه وقصرته على مصر
والسودان وان يتوارثها ابناءه من بعده . ورغم
قوة ومكانة وتحضر مصر التى حافظ عليها محمد على طوال 43 عاما فترة حكمه إلا أن
حالتها تلك لم تستمر بسبب ضعف خلفائه وتفريطهم في ما حققه من مكاسب بالتدريج إلى
أن سقطت دولته في 18 يونيو سنة 1953 م، بإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية في مصر. ومما سبق نرى ان المتغير الوحيد فى كل ما حدث هو شخصية الحاكم او
القائد او المسئول فبصرف النظر عن ان محمد على تحايل على أعيان مصر حتى زكوه
وتوسطوا لدى الخليفة لتوليته وما ظهربعد ذلك من صفة الغدر
بشكل جلى فى انقلابه على هؤلاء الأعيان ،
ثم غدره بالمماليك الذين دعاهم الى قلعتة ثم قتلهم جميعا الا امين بك الذى قفز بفرسه من النافذة فهلك الفرس ونجا . لذا
نرى ان القيادة الذكية ذات الاهداف
المحددة والرؤية الواضحة والايمان برسالتها واصرارها وعزيمتها على تحقيق مآربها هى
المطلب الاول للنهوض باى دولة او مؤسسة او منظمة او مصنع او مدرسة ، فبهذه السمات
تستطيع ان توظف كل الطاقات وتستقطب وتقنع جل المعارضين كما تستطيع ان تحجم
المثبطين والمعرقلين المعوقين . مثل
هذا الرجل بعيدا عن تسلطه وطمعه ونفيه واقصائه
لكل صاحب فكر وعقل واغتراره بذاته
نريد رجلا لكل موقع مسئولية بدء من رئاسة الجمهورية ثم التعليم ثم جميع
الميادين ، وقد اختصصت بالذكر التعليم لان التعليم مقياس تقدم الامم وتحضرها فقد راينا انه بدأ بارسال البعثات لنقل خبرات
الدول المتقدمه لان ليس من العقل ان يبدأ الجميع من اول الطريق ما دام يستطيع ان
يسير مع الركب لان ذلك يجعله دائما متأخرا و لن يلحقه بالركب ابدا . وقد
اطلعنا على استفاقة الولايات المتحدة الأمريكية عندما سبقها الاتحاد السوفيتي فى
إطلاق اول سفينة فضاء وادراكها ان التعليم هو السبب فقامت بثورة لاصلاح التعليم
وجعلته قضية امن قومى حقيقية حتى نافست وسابقت من سبقها ، وليس على غرار ما ادعاه
تعليم الدكتور حسين كامل بهاء الدين زمن مبارك الذى رفع هذا الشعار دون ان يضع
لتحقيقه اى خطة تدل على الايمان به والرغبة فى تحقيقه . ومع
بداية عصر جديد نريد ان يتولى امر التعليم فى مصر رجل - لست اقصد بالرجل الجنس بل
النوع لان هناك نساء قد تكن اكفأ الف مرة عن كثير من الرجال – يؤمن بان التعليم
قاطرة الانتقال الى مصاف الدول المتقدمة وان هناك قيم ومبادئ وخطط وتحديات يجب ان
تؤخذ فى الاعتبار عندما نقتدى بغيرنا فى هذا التغيير لان العلم الذى لا تحكمه قيم
ومبادئ يسرع بالأمة الى الهلاك ولا يديم مجدها او عزها ولنا ان نرى فيما يحدث فى
الغرب من انحدار فى منظومة القيم واستباحة اى فعل مهما اضر بحقوق الآخرين لان
عندهم الغاية تبرر الوسيلة . اما نحن فأثناء سيرنا نحو التقدم لنا قوانين
تحكمنا تتمثل فى العدل المطلق الذى يعطى الجميع كافة الحقوق ويحفظ للجميع كافة
الحقوق ويحفظ لكل ذى حق حقه فـ" كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه
" ليس المسلم فقط بل كل الخلق فـ " لهم ما لنا وعليهم ما علينا " فلا
نستطيع ان نربى مزارع بشرية للحصول على الأعضاء ، ولا نستطيع ان نتاجر فى المخدرات
للحصول على المال ، ولا نستطيع ان نوقع
بين الدول حتى نبيع السلاح . لذا
نريد رجلا يجعل التعليم حقا قضية امن قومى فيبدأ باصلاح حال المعلم ماديا
واجتماعيا ويؤهله علميا وخلقيا ويبعد عن مجاله كل فاقد للأهلية لا يؤمن برسالته
ولا يدرك عظم دوره ومكانته . ومع
هذا وقبل هذا يستشير أهل الرأي والخبرة الذين اطلعوا على تاريخ تعليمنا عبر العصور
وأيضا على نماذج التعليم لدى الأمم الأخرى ولديهم رؤى وتصورات منقذه ثم نستخرج نموذج يضع جميع جوانب الشخصية
القويمة والمجتمع المتكامل ، يعيد للمدرسة هيبتها وللعلاقة بين أولياء الأمور
والمعلمين مكانتها ، يحترم العلم والعلماء ، ويحترم العقل والعضلات ، ويحترم الفكر ويقدس العمل ، ويحترم المفكر
والعامل ، ويجعل الاحترام اساس العلاقة بين القائمين على هذه المهنة ويضع القوانين المنظمة لذلك حتى لا ينصر مرؤوس
على رئيس ولا طالب على معلم الا بحق ولس قوة واقتدارا وافتراء. ويراعى
متطلبات المجتمع ويضع مناهج تتناول مشكلاته وتواجه تحدياته وترسخ فى المتعلم معنى الولاء والانتماء والشموخ
والعظمة والخيرية والوسطية وتعظم مكانة المبدع والمنتج والايجابى ، فنحن بحكم استراتيجية موقعنا ، وقدم حضارتنا ،
وتأصل جذورنا ، وكثرة ثرواتنا ، ونبوغ عقولنا ، وتحصننا بشرع ربنا، نملك كل
المقومات التى تجعلنا حقا اذا وجدت
مخلص يتبناها ويجعلها اولويات فى خططه وانطلاقاته خير امة اخرجت للناس اولى
بالاقتداء فى كل الميادين الدينية والدنوية . فاللهم
ارزقنا بقيادة لتعليمنا يراعى كل ذلك فينا يهب نفسه لله والوطن ، يؤمن اننا خلفاء
الله فى الارض وحق على كل من يؤمن بذلك ان يحرص على الا يتقدم عليه احد او يسبقه
احد او يكون تابعا لأحد تتجه اليه الانظار لتنهل من خلقه وعلمه . احلام
الجندى فجر
الخميس 22/9/2011