إلى الرّا حـــــــــلة ( 2 )

إلى كل من رحــــــلت أمــه إلى بارئــــــــها ، فجــــــــاء عيـــــــــدها ليحــــــــــرّ ك أشـــــــجانا كانت قد هـــــدأت
وليـعـيـــــــــد مرة أخــــــــرى شـــــــــــريط الذكريـــــــــات الممــــــزوج بالدمـــــــوع ... أهـــــــــــــدى :

دمعــــة أســـــــــــى
ســـقطت من عينى وأنا صـــامت
والقـــــــبر أمامى صـــامت

جـــئتــك يا أمى فى عيـــــــدك
جـــئتك لكن القلب حــــــزين
فأنا من بعــــــدك مســـكين
أتحـــــدّث والحـــزن يردد كلمـــاتى
وريــــاح الوحشـــــــــة تعــــــوى فى جــــــنباتى
والحـــــب المســـــــكين ودقـــــات حيــــاتى
تتــمنى أن تنبــــض فى هــــذا الجـــســــد الســــاكن

يــــا أمى ما جــــــئت اليوم بدون هــــــــدية
ليســــت وممــاتك يا أمى ماديـّـــة
ليســــــت حسـّـــــــية
فـــتــشـــــت عليـــها فى كل الجنبــــــات
أنــفـقــت عليــــها كل الســــــاعات
علـّـى أهــــدى من مات
وتعــــــود تخــــفق فى قلبى الدقــّـــات
وتمـــوت الحســــرة
وتعــــــــود إلىّ البســـــــمات
عــلـّـى أنســـــى الآهــات

أنســــــاها ؟ لكن كيف
والقــــــبر أثــار بعـقــلى التـــفكير
والصــمت يقـــاتل والقلب كســــــير
والحـــزن عــانقـــه الدمع والدمع مريــر
الدمع يـــا أمى
عصـــارة أحـــزانى العـًــلويـّـــة
ســــرّ حيـــاتى المضنيـّـــة
لك حبى والدمع الجـــــارى
ووفائى الأبـــــدىّ هــديـّـة

يــــزرع أشـــجانا
يثـــمر عــــرفـــانا
يبـــــقى قـًــــربـــانا
حتى تســـكن دقـــاتى
وأشــــيّـع للقــــــبر حيـــاتى
فيــكون اللـقـيــــا ويعـــود التحـنـــان
يحــتضـــن الصــمت العريـــان
فيــعــــودالشــــــــاطئ للربــــّـــان
هــــاك دمــوعى يــــا أمى
فــــــأنا ذاهــــب



الجمعة 21 مارس 1980

محمـــــــــــود البســــــــــيونى
_______________________

ملحـــــوظة : ولكل من ينعم بحيــــاة أمه ونوصيه بــها خيرا ... أن يعود إلى الصفحة الثانية وقصيدة ثـــانيـــة : فى عيد الأم .

والصفحـــة الخامسة وقصيدة ثالثة ( مأســـــاة أم من البوسنة ) أثنـــاء حرب صربيا ضد البوســـــنة وتشـــــريد أطفالها .

أما القصــــيدة الرابعـــة فى نهاية الصفحة الثالثةة فهى عن أم المؤمنين وتاج أمهاتهم الســــيدة عائشة رضى الله عنهــــا .

 

بعض الناس لا يدركون الحقيقة إلا بعد رحيل النور ليختنقوا حسرة على ما إقترفوة بحق أمهاتهم حين إستخففوا وبلا وعى بما فعلوة يالأيدى والحواس من خطايا ، فكم سهرت أمهاتنا أرقاً بينما كنا نسهر لهواً وعبساً كم تحملن من ألم يذيب الصخر وتعب يهد الجبال ، لتنهضى يا أمى من فراشك ولم تكادى تأوين إلية ولم يدفأ بعد وكأنك لم تخلقى إلا للعذاب والشقاء فلا تلملمين جراحك حتى تسقطى فى جراح أشد وأمر ولم تنفد لديكى كنوز الأمل ، فى عيدك يا أمى أعترف وأنتى بعيدة عنى أننى لم أشعر بالدفئ لحظة أو بالأمان ولم يفرح قلبى كما كان ولم يعد للأشياء الجميلة أى طعم
كل عام وأنتى بخير يا أمى ولتسامحينى على تقصيرى وسلمت يد سطر حروفا تليق بمقامك ليعلن أنة باراً حتى بعد الممات أستاذ محمود أجدد التحية وأذيدها إحتراما وتبجيلا لشخصك الكريم
( محمد الحداد _ الامارات _ دبى )

 

بالفعل

الفرح يجب أن يدفن في القلب مراعاة لمشاعر الآخرين

والحزن يجب أن يدفن في القلب مراعاة لمشاعر الآخرين

وكلها مشاعر وكلها مادية

وكلنا ذاك الرجل ( من يتألم من يحزن من ينكسر من يفرح من يتوسم وفي النهاية يموت )

 

عزيزى المهندس / محمد الحداد

لقد تحدثت وأســـــــهبت عن فضل الأم وعن عدم تقديرنا لدورها خصوصا وهى تعيش بيننا
ثم ندمنا بعد رحيلها لأننا لم نوفيها حقها ... وفى الحقيقة لقد قرعت أجراس الإنذار ... إن الفرصة
متاحة لكل من ينعم بحنان أمه وهذه فرصة له ليوفي والدته ووالده حقهما من الرعاية والتكريم .
شكر الله لك ولكل من يستفيد بهذه السطور .

 

وإلى ابنة الميدان

صحيح أنه يجب أن نراعى شعور الآخرين ... وأن نتبادل المشاعر حلوها ومّرها .
إن حياتنا مزيج من السعادة والشقاء فلابد أن نتقبلها بكل مافيها ... ومن العجيب الذى يجب أن
ندركه أن السعادة لا نعرف لها طعما بدون أسوار الشقاء التى تحيط بها ... إننا يجب أن نتعلم
التوازن فى مشاعرنا ... وأن نتحلى ولو بقليل من الحكمة فى الحكم على مجريات الأمور .

شـــــــكرا لكلماتك المتوجة بكثير من التعقل .