ظاهرة جديرة بالدراسة تزايد الاهتمام بالسمنة لما ينتج عنها من أعراض وأمراض مختلفة، كالصعوبة في النوم وصدور أصوات أثناء النوم "الشخير" وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والجلطات القلبية والدماغية ومرض السكر وزيادة نسبة الإصابة بالسرطان والنقرس وهشاشة العظام وتآكل الغضاريف وتكيسات المبيض وأمراض الجهاز الهضمي والتعب المزمن والأنيميا. وأظهرت الكثير من الأبحاث أن السمنة شائعة أكثر بين أطفال المدن الكبرى، حيث تقل ممارستهم للتمرينات الرياضية، بسبب ندرة الأماكن الآمنة الصالحة لممارسة هذه الألعاب. كما أنها شائعة بين الأسر ذات المستويات المتدنية من التعليم. والسمنة اكثر انتشارا بين الأسر الصغيرة وبين أسر الأمهات العاملات. وبالرغم من كل هذا من قال أن السمنة أو البدانة غير مرغوبة لدى البعض؟ فمثلا هناك بعض التقاليد القبلية في موريتانيا تقضي بأن لا تتزوج المرأة إلا إذا كانت سمينة جدا. ربما تعتبر هذه التقاليد قديمة نوعا ما ولكنها ما زالت قائمة عند الموريتانيات هذه الأيام. وما تزال تدفع هذه التقاليد بعض الأسر لإرسال بناتها إلى معسكرات التسمين القسري منذ ربيع عمرهن. فالسمنة شرط أساسي من شروط التأهيل للزواج، بمعنى أن الفتاة إن لم تكن على هذه الحالة فإنها تكون ناقصة وغير مكتملة. فهذه الأمور تجعل الأسرة حريصة تمام الحرص على تحقيق ذلك الشرط، حتى تكون ابنتهم مرشحة أو مؤهلة للزواج
هل صحيح أن النحافة تعني الجمال؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وصل مرض السمنة وما ينتج عنه من مشاكل الى المجال الإعلامي. فالمسئولون مثلا بالمحطات التلفزيونية ليسوا بحاجة لانتظار بحوث طبية تثبت العلاقة بين البدانة والحماقة. فالمذيعات والمذيعون البدناء قد يؤدون الى عزوف الجماهير التلفزيونية. فمن قمة الحماقة أن تجعل هؤلاء البدناء يؤدون الى هروب المعلنين، وبالتالي التسبب في إفلاس المحطة. ومعايير الإعلام الجديد يمكن ان تغفل الذكاء إذا كان الشكل مقبولا. فالمذيعة الشهيرة أوبرا وينفري كانت تعاني من السمنة واستطاعت مؤخرا أن تتخلص منها لأنها تعلم أنها ستضر بحضورها. وأوبرا تملك من الشهرة والمال ما يجعلها لا تتوقف عن الأكل وهي لا تخشى شيئا، ولكن يبدو أنها تحمل الهاجس الرائع للظهور بشكل لائق من الداخل والخارج. وقد تنبهت المحطات المصرية الى أهمية هذا الموضوع، حيث قام التلفزيون المصري في العيد باستبعاد المذيعات البدينات اللاتي يظهرن على شاشته. وبهذا الصدد أيضا، قرر التلفزيون المصري منع ظهور المذيعات البدينات على شاشته، كما قرر منحهن إجازة إجبارية ريثما تنطبق عليهن الشروط الجديدة. وقد أصدرت المديرية العامة للإذاعة والتلفزيون تعميما يقضي بأن المذيعة التي لا يطابق وزنها المقاييس التي سيتبعها التلفزيون عليها الخروج في إجازة، حيث سيتم تكليف بديلة عنها "مؤقتا