مقـدمــة
عند غروب أحد أيام صيف عام 1968 قام "ستيف" Steve بحقن نفسه بجرعة من الهيروين وذلك لأول مرة كان _ستي في السادسة عشرة من عمره،وهو واحد من آلاف المراهقين الباحثين عن الخيال والوهم من خلال جرعة دواء أو نزوة حب.
والآن وقد أصبح "ستيف" واحداً من الطبقة المتوسطة يبلغ من العمر 46 عاماً وأصبح زوجاً وأباً ويعيش في إحدى المدن الأمريكية الصغيرة،ويقول عن نفسه بأن ليست لديه أية مشاكل دوائية ولم يكن يوماً ما مدمناً رغم أن له ماضياً مع جماعات "الهيبز" ويقول أنه كان دائماً أبداً حريصاً على نفسه والحقيقة أنه لم يكن حريصاً كما يدعى حيث أنه منذ أكثر من عشرين عاماً استخدام محقناً ملوثاً عندما تعاطى الهيروين لأول مرة،ولذلك فلقد اكتشف أثناء أحد الفحوصات الروتينية أنه مصاب بعدوى التهاب الكبد "C" من خلال الإصابة بأحد الفيروسات الكسولة أو الميتة والمنقولة عبر الدم والتي تهاجم الكبد.
ولسوء حظ "ستيف" أنه كان ضمن إحدى المجموعات المعرضة لخطر الإصابة بهذا المرض نتيجة لتعاطي المخدرات بالمشاركة في استخدام محقن واحد.
لم يكن "ستيف" الحالة الوحيدة،إذ أن هناك مايقرب 4 ملايين أمريكي ـ أي 1.8% من عدد السكان ـ وربمـا مئات الملايين على مستوى العالم مصابون بالتهاب الكبد "C" (مقارنة بالمصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب (HIV) والذين يزيدون قليلاً عن المليون أمريكي).
ومن حيث الترتيب فإن فيروس التهاب الكبد "C" يعد السبب الثاني بعد تناول الكحوليات من الأسباب المؤدية إلى الأمراض الكبدية، كما أنه من الأسباب التي تدعو إلى الحاجة إلى استزراع الكبدLiver Transplantation))ونمطياً فإن الفيروس لايحدث أعراضاً وقت العدوى ويستغرق عدة عقـود حـتى يمـكن إحـداث التلف في الخلايا المصابة به، إلا أن 85% مـن مرضى التهاب الكبدس "C" يتحولون إلى الإصابة بالالتهاب الكبـدي المـزمــن،وعـلى الأقل 20% من هؤلاء المرضى يصابون بالتشمع (Cirrhosis) والذي يعد مرضاً غير قابل للشفاء وخلال عقدين من الزمن فإن ربما تتحول نصف هذه الحالات إلى مرض كبدي في مراحله الأخيرة أو إلى سرطانة الكبد ويعيش بعض المرضى بهذا الفيروس حياة طبيعية ويستمتعون بحياتهم وقد يموتون نتيجة أسباب أخرى قبل أن يستطيع هذا الفيروس تحطيم حياتهم.
وجدير بالذكر أنه ليس هناك مايؤكد وجود شفاء أكيد، كما أنه ليس هناك أي لقاح (Vaccine) لهذا المرض،ومعظم هؤلاء المرضى يصبحون حاملين للمرض Carriers)) فضلاً عن ذلك فإنه لاتوجد وسيلة تنبؤنا عن الإصابات التي ستؤدي إلى مرض كبدي يهدد حياة المريض بشكل سريع،أوعن الإصابات التي تهدد حياة المريض بشكل يستغرق عدة عقود وفي عام(1997) قدّر عدد الذين سيموتون بسبب هذا المرض بحوالي 10.000-8.000 مريض.
وتتنبأ المعاهد القومية الصحية (NIH) بأن هذه الأعداد سوف تصل إلى ثلاثة أمثالها خلال العقدين القادمين إذا لم نجد وسيلة فعالة للعلاج أو الوقاية من هذا المرض الزاحف والذي يكلف الرعاية الصحية عبئأً مالياً قدره 600 مليون دولار في العام.
ولاعجب في أن الخبراء يعدون التهاب الكبد "C" من الأمراض المعدية الغريبة بالإضافة إلى أنهم يعتبرونه وباءاً قيد الإعداد.
(رغم أنه لم يتعرف على الفيروس المسبب لهذا المرض حتى عام 1989).
لقد بنى الخبراء تنبؤاتهم لهذه الكارثة،جزئياً،على الدراسات السكانية (Demographic Studies) وعلى سلوكيات الماضي للمرضى من أمثال "ستيف" وبينما أصبح عدد قليل من الناس مصابين بهذا المرض الآن،إلا أن عدد الحالات الحديثة التشخيص في تزايد ويقرر 1994 مركز لدراسة علاج الأمراض والوقاية منها بأن الأمريكيين البيض من الذين تخطوا الأربعين عاماً تصل معدلات إصاباتهم إلى 3% (ضعف المعدل القومي تقريباً).
وقد يصل معدل الإصابة إلى 6.3% لنفس المرحلة العمرية للأمريكيين الزنوج(أي ثلاثة أمثال المعدل القومي).
ما تفسير هذه المعدلات المرتفعة?... لقد اتضح أن دراسة تجارب الشباب مع المخدرات أدت إلى فهم العوامل المؤدية للإصابة بهذا المرض.
فلقد وجد أن الفيروس لاينتقل فقط باستخدام المخدرات التي تتعاطى عبر الوريد،بل أيضا بالمشاركة في استخدام ماصات الشراب التي تستخدم لتجرع الكوكايين الذي يدمنه العديد من الأمريكيين الذين تتجاوز أعمارهم الأربعين أو الخمسين.
لقد مرت ثلاثون عاماً منذ زمن تجارب المراهقين في سن السادسة عشرة والسابعة عشرة والتي تعاملوا فيها مع العقاقير التي تحلق بهم في دنيا الخيال،وكانت هذه المدة كافية لأن يتقدم الفيروس خطوات بطيئة نحو إيذاء المصابين به وقد توقعت مراكز علاج الأمراض والوقاية منها (CDCs) أن يشكل هذا الفيروس ركناً هاماً في أمراض الكبد لعدد كبير من الأشخاص الذين يحتاجون الرعاية الطبية والتي تتضمن عمليات استزراع الكبد خلال العقدين القادمين.
وتقدر عدوى التهاب الكبد "C" بنحو 85% من متعاطيي المخدرات عبر الوريد،وفي السجون تصل هذه النسبة إلى 50% وفي إحدى دراسات جامعة جون هوبكنز (John Hopkins)وجدأن18% من مراجعي العيادات الخارجية حاملون لفيروس التهاب الكبد "C".
إن اختصاصيي أمراض الكبد لديهم معرفة طويلة بكل هذه المجموعات ذات الخطر العالي في التعرض للإصابة بهذا المرض ولقد أظهرت مراكز علاج الأمراض والوقاية منها نتائج مدهشة من خلال مسح قامت به هذه المراكز: فلم يصب الفيروس فقط هؤلاء المتدنيين اجتماعياً واقتصادياً إلا أنه أيضاً طال هؤلاء المنتمين للطبقة المتوسطة.
وفي الفترة من عام 1988 حتى عام 1994،ذهب الباحثون من بيت إلى بيت يجمعون عينات من الدم حتى وصلت إلى 21.267 عينة ولم يتضمن المسح أي شخص ينتمي إلى أية مجموعة ذات خطر عال في التعرض للإصابة مثل المساجين أو نزلاء دور الرعاية الاجتماعية،أو المشردين الذين يعيشون في الشوارع ويقول اختصاصي أمراض الكبد والمدير الطبي لبرنامج زراعة الكبد في المركز الطبي لجامعة ستانفورد:"حتى تستطيع أن تشارك في هذه الدراسة يجب أن يكون لديك بيت تعيش فيه".
ويقول رئيس قسم الجهاز الهضمي وأمراض الكبد في كلية الطب ـ جامعة سانت لويس (Saint Louis):إننا نرى من 10-8 حالات جديدة لالتهاب الكبد "C" كل أسبوع،وأن هذا المرض أصبح يشكل 70% من ممارسته العملية وبينما يدَّعي 30% من مرضاه بأنه ليست لديهم أية عوامل خطر للإصابة بالفيروس فإنه يعتقد بأن العديد منهم يعاني من تبعات مايعرف بطيش الشباب العارض.
ورغم اعتبار أن استعمال المخدرات عبر الوريد سواء في الماضي أو الحاضر هو الوسيلة المتاحة لنقل عدوى المرض إلا أن هناك وسائل أخرى تؤدي نفس النتيجة.
ومن ضمن هذه الوسائل مايلي:
المعالجة بنقل الدم قبل عام 1990 (أي قبل التاريخ الذي توفرت فيه إمكانية فحص الدم بحثاً عن فيروس التهاب الكبد).
الديال الكلوي (الغسيل الكلوي Dialysis) وزرع الأعضاء قبل عام 1990
الجراحات أو العلاجات غير المرخصة، حيث قد لاتتوفر إمكانية تعقيم الآلات الجراحية المستخدمة.
التعرض العارض لدماء الآخرين (بما فيها دم الطمث)،وغالباً مايحدث ذلك مع العاملين في الرعاية الصحية والذين يتعاملون مع الدم.
التشارك في الأدوات الشخصية مثل فرش الأسنان وأمواس الحلاقة وأدوات تشذيب وتقليم الأظافر.
استنشاق الكوكايين والوشم المنزلي (Tattooing) وثقب الأذن والمعالجة بالوخز بالإبر باستخدام أدوات غير معقمة.
الممارسات الجنسية عالية الخطر: رغم أنه ليس من المؤكد أن فيروس التهاب الكبد"C" ينتقل عبر الاتصال الجنسي،إلا أن معدل الإصابات أعلى ثماني مرات في الذين لدى الواحد منهم أكثر من 10 رفقاء جنسيين أما الرجال الذين لديهم علاقات جنسية مع رجال آخرين، فيتضاعف معدل الإصابة لديهم بالمقارنة عن بقية الذكور الأسوياء وكذلك فإن الباحثين يقولون أنه يجب التقصي عن التهاب الكبد"C" في هذه المجموعة عالية خطر التعرض لهذه العدوى.
*يعد انتقال المرض من الأم لجنينها أمر غير شائع.
وحتى الآن لايعرف أحد على وجه التحديد كم عدد المصابين حتى الآن?
وحيث أن المرض يحتاج لفترة طويلة حتى يحدث تأثيراته الخطيرة فإننا حتى الآن لانعرف كم عدد المرضى المتدهورين? وكم عدد من يموتون بسبب هذا المرض?
مراوغـة الاكتشـاف
يسمى التهاب الكبد"C" بالوباء الصامت نتيجة للمنهج التسللي الذي يتبعه الفيروس المسبب للمرض .
رغم أن التهاب الكبد"C" من أكثر الأسباب شيوعاً في إحداث التهاب الكبد المزمن في الولايات المتحدة الأمريكية،إلا أن معظم الناس ـ بما فيهم العاملين في مجال الرعاية الصحية ـ يرتبطون ذهنياً ويخلطون هذا المرض مع مرض التهاب الكبد "A" الذي يمكن التعامل معه والشفاء منه،والذي يسببه فيروس ينتقل إلى المريض نتيجة لتناول أغذية أو مياه ملوثة ببراز يحتوي على هذا الفيروس لقد سمع بعض الأمريكيين لأول مرة عن التهاب الكبد "C" عندما أعلن عن وفاة كل من لاعبي البيسبول الشهير ميكي مانتل (Mickey Mantle) والشاعر الكبير ألن جنسبرج (Allen Ginsberg) من جراء مضاعفات الإصابة بفيروس التهاب الكبدC"".
لقد اكتشف فيروس التهاب الكبد"C" في أشخاص تم نقل دم لهم في حقبة السبعينات.
ولقد سمى هذا الفيروس في هذه الأثناء بالفيروس لا "A"ولا " non-A,non-B)"B)وخلال سنوات عدة وجد أن 10% ممن تم نقل دم لهم قد أصيبوا بهذا الفيروس وفي عام 1989 تم عزل الفيروس وفصله ولقب بفيروس التهاب الكبد "C" ولكن في حقيقة الأمر فإن هذا الفيروس قد عرف منذ مايقرب من خمسين عاماً،ويقول الدكتور سييف (Seeff) وهو أحد أطباء مستشفى القوات الجوية الأمريكية عام 1948 بأنه عند فحصه لعينات الدم المأخوذة من 10,000 من المجندين الجدد وجد نفس مستويات الإصابة بفيروس التهاب الكبد"C" الموجودة في الوقت الحالي.
ينتهج فيروس التهاب الكبد"C" تكتيك حرب العصابات، فهو يتسلل نمطياً إلى تيار الدم بدون إحداث علة ملحوظة ويكمن لعدة عقود ويتكون الفيروس من خيط واحد من الرنا (RNA) ولايندمج في مجين العائل الثوي (Host genome) ـ وهو مجموعة كاملة من الجينات الموجودة في صبغيات كل خلية ـ الأمر الذي قد يعطيه عنوانه الكيميائي الحيوي وبدلاً من ذلك فإن الفيروس يقوم باستمرار بعمل طفرات (Mutations) تعطي أشكالاً مختلفة لفيروس التهاب الكبد"C"، والتي تتواجد في وقت واحد في جسم المصاب لتراوغ جهاز المناعة من حيث اكتشافها والتصدي لها.
لقد تعرف الباحثون على 6 أنواع من الفيروس ـ على الأقل ـ أمكن تمييزها جينياً، وعلى أكثر من 30 مجموعة فرعية (Subtype) من الفيروس.
ويمكن أن تتضمن عدوى فيروس التهاب الكبد"C" عدة أنماط جينية، ولذلك فإن الأضداد لأحدها (Antibodies) لا تقدم لوحدها الوقاية والحماية من الأنماط الجينية الأخرى، كما أن قيامها المستمر بعمل طفرات وعدم وجود عنوان مميز لها قد أحبط كل الجهود لإيجاد علاج نهائي للمرضى أو حتى لقاح يقي من شروره.
الكبـد والفيروس HCV:
دعنا نلقي نظرة على الكبد والذي يعتبر أكبر عضو داخلي ـ فإننا نجد أن الفيروس يسبب التهاباً كبدياً ينجم عنه تلف بطئ متسلسل ثم تبدأ خيوط صلدة من النسيج التندبي(التليف) لتحل محل الخلايا الكبدية السليمة وكلما زادت عملية التندب (Scarring) في الكبد،فإن النسيج التندبي يحيط بالنسيج السليم مكوناً عقيدات (Nodules) مع حدوث تلف مرافق للخلايا الكبدية.
وتسمى هذه المرحلة بالتشمع (Cirrhosis)والذي يعوق الوظائف الحيوية للكبد،حيث يفقد الكبد مقدرته الفائقة للتخلص من السموم مثل الكحول والأدوية والهرمونات، كما يفقد مقدرته على ابتناء البروتينات التي يحتاجها الجسم كما أن تيار الدم القادم عبر الوريد البابي يعاق بشكل جزئي نتيجة الإعتراض الجزئي بالنسيج الليفي، ومع تفاقم هذا الإعاقة فإن الدم يتجه إلى أوردة أخرى بشكل متزايد مثل الأوردة الموجودة في النهاية السفلى للمريء والجزء العلوي للمعدة، مما يؤدي إلى تضخمها وانفجارها في نهاية الأمر محدثة بذلك نزفاً في شكل قيء دموي (Hematemesis).
وفي النهاية فإن هذا التلف في خلايا الكبد قد يؤدي إلى سرطانة الكبد أو إلى الفشل الكبدي (Liver Failure).
ولكن ذلك عادة مايستغرق عدة عقود ليصل إلى هذه النتائج الوخيمة، ولذلك فإنه يقال أن فيروس الالتهاب الكبدي يجب أن يُبقي عائله حياً،ويقول أحد الباحثين:"إنه آله حياة أكثر من أن يكون آلة قتل".
وربما يكون هذا الفيروس أكثر الفيروسات كفاءة في مملكة الفيروسات ومع استثناءات قليلة فإن مرض التهاب الكبد"C" يتحرك في سرعة هادئة،ويموت معظم المصابين بالمرض نتيجة لأسباب أخرى قبل أن يبدأ فيروس التهاب الكبد"C" مشاكله،خاصة في الذين اكتسبوا العدوى في مرحلة متأخرة من حياتهم وفي معظم الحالات لاتظهر الأعراض حتى يكون قد انقضى عقدان أو ثلاثة بعد اكتساب العدوى.
لقد أصبح تسلل فيروس التهاب الكبد"C" أمراً محبطاً للأطباء وعلماء الوبائيات على السواء،ما الذي سوف يحدث لكل مصاب? فإننا لانستطيع توقع نهاية كل حالة من الحالات ـ هل ستنتهي بتشمع? ومن هو الذي سوف يحيا حياة طبيعية? وقد يموت بعض المصابين من أسباب أخرى بعيدة عن التهاب الكبد"C"،وقد يسبب الفيروس تلفاً شديداً في الكبد باشتراكه مع عوامل أخرى وعموماً لا أحد يعرف ما إذا كان الفيروس سوف يسبب تلفاً بسيطاً أو قد يؤدي في النهاية لفشل كبدي.
تقييم الخطر:
رغم أن نتائج الإصابة ومستقبليتها غير مؤكدة،إلا أنه ليس هناك شك في كيفية انتقال الفيروس من المصاب إلى السليم وذلك عبر التعرض لدم المصاب سواء كان ذلك بالإبر الملوثة أو نقل الدم الملوث أو مشتقاته أو زرع عضو من شخص مصاب.
ولحسن الحظ فإن الاختبارات المتقدمة لفحص دم المتبرعين بحثا عن المصابين بالفيروس (HCV) والتي استحدثت عام 1990، قد قللت كثيراً من أخطار نقل الدم إن احتمالات العدوى الحديثة اليوم تقل عن واحد لكل 100.000 وحدة دم منقولة ومع ذلك فإن العاملين في الرعاية الصحية يواجهون خطر نقل العدوى إليهم ويقـدر عدد المعرضين منهـم للإصابة فيما بين 3.5 إلى 10% وفي عام 1991 تم عمل دراسة على أطبـاء الأسنان في نيويورك فوجد أن 9% منهم لديهم عدوى التهاب الكبد"C".
وهناك دراسة واحدة تتبعت الإصابة بالعدوى نتيجة رش الدم إلى عيني أحد العاملين في الرعاية الصحية ولذلك فهناك خطر كبير يواجه هؤلاء المتعاملين مع الدم مثل فنيي المختبرات والهيئة التمريضية والأطباء.
ونادراً ماينتقل الفيروس من خلال الاتصال البشري العارض،ومع ذلك فإن معظم الدراسات أشارت إلي أن سوائل الجسم ـ عدا الدم ـ لاتحتوي على فيروس التهاب الكبد "C" وبالإضافة إلى ذلك فإن معظم الاستقصاءات تشير إلى أن مسألة انتقال الفيروس عبر الاتصال الجنسي تعد موضع شك ومعظم الدراسات التي أجريت على المتزوجين لفترات طويلة مع وجود إصابات بفيروس التهاب الكبد "C" وجد أن نسبة انتقال المرض بين الزوجين لاتتعدى 5% وعلى العكس من ذلك فإن هناك دراسة يابانية نشرت عام 1994، تقول بأنه قد وجدت أضداد لفيروس التهاب الكبد "C"في حوالي 27% لرفقاء (أزواج أو زوجات)المصابين بهذا الفيروس إلا أن هذه الدراسة لم تستبعد احتمالية انتقال العدوى عبر طريق آخر (غير الاتصال الجنسي)أو مصادر أخرى.
ويتفق معظم الباحثين على أن انتقال المرض عبر الاتصال الجنسي أمر ممكن،إلا أن الأدلة التي كتبت ذلك غير كافية.
ولهذا السبب فإن مؤسسة الكبد الأمريكية ومراكز علاج الأمراض والوقاية منها لاتشجع المصابين بفيروس التهاب الكبد"C" أو رفقاءهم على تغيير عاداتهم الجنسية أو استخدام الواقي الذكري (Condom) في المتزوجين من زوج أو زوجة واحدة طوال فترة عمرهم.
وتشير الدراسات إلى أن الزوج أو الزوجة الذي لاينتقل له المرض من شريكه المصاب بالفيروس فإن احتمال إصابته بعيد،ولكن لايستطيع أحد القول بأن ذلك لن يحدث أبداً.
ولأن الخطر غير واضح،فإن المصابين بالفيروس يناقشون دائماً هذا الأمر حتى يمكن اتخاذ الاحتياطات اللازمة مع أزواجهم أو زوجاتهم.
ويعد اتخاذ الاحتياطات في هذا الأمر ضرورياً خاصة في ذوي المناعة المنخفضة.
عموماً فإن مستويات فيروس التهاب الكبد"C" ترتفع نتيجة لاستخدام الأدوية المثبطة للجهاز المناعي (Immunosuppressives)(وهذه مشكلة خاصة في المرضى الذين يواجهون عمليات زرع الأعضاء)على سبيل المثال عند استخدام هؤلاء المرضى لعقار الكورتيزون.
يقرر بعض الخبراء بأن هذه الزيادة في مستوى الفيروس تجعل المريض أكثر عدوائية (Infectivity)،مما يزيد من احتمال تواجد الفيروس في المني (Semen) أو اللعاب.
وكما هو الحال بالنسبة لفيروس العوز المناعي البشري (HIV) فإن طريقة انتقال الفيروس قد تحمل في طياتها وصمة عار للمصاب وقد لايخجل المريض من الإصابة عبر نقل الدم،إلا أن ذلك يصاحبه خجل وعار إذا كانت الإصابة نتيجة لإدمان المخدرات عبر الوريد في الماضي خاصته إذا كانت لكنة (Accent) الطبيب فيها شيء من النقد.
وأنت لا تعلم إذا كان المريض يخبرك بالحقيقة أم لا،وينصح العاملون في الرعاية الصحية بالحصول على التاريخ المرضي الكامل للمريض والاستفسار عن كل الأنشطة الخاصة به في الماضي وكثيراً ما يكتشف كثير من المرضى عند عمل فحوص للدم لأمراض أخرى أنهم مصابون بفيروس التهاب الكبد"C".
التشخيص:
يستطيع التهاب الكبد سواء كان نتيجة لإدمان الكحول أو للإصابة بفيروس التهاب الكبد"C" ـ أن يسرب بروتينات تعرف بإنزيمات الكبد (وهي موجودة داخل الخلايا الكبدية)إلى تيار الدم ولهذا السبب فإن ارتفاع إنزيمات الكبد يعني وجود تلف بالخلايا الكبدية.
وقد يكشف عن ارتفاع هذه الإنزيمات الكبدية في الدم عند عمل أي اختبارات روتينية للدم أو عند التبرع ولقد اكتشف آخرون أنهم حاملون للمرض عند التبرع بالمني ورغم أن العلاج محدد حتى الآن،إلا أن الأطباء اتفقوا على أن التشخيص المبكر قد يساعد في تجنب تعقيد المشكلة إذا قام المريض بتعاطي الكحوليات.
ويقول بعض الأطباء المتخصصين في هذا المرض أن أطباء الرعاية الصحية الأولية ألفوا تكرار حالات التهاب الكبد"C"،إلا أنه تعوزهم المعلومات الضرورية لتشخيص وعلاج هذه المعضلة.
وتقول تريزا رايت (Teresa Wright) رئيس قسم الجهاز الهضمي بالمركز الطبي في مدينة سان فرانسيسكو (San Francisco):المشكلة الأكبر ليست في أنه يقتل الناس ولكن في الظروف المرضية التي يسببها،مما يخرب حياة المصابين به فيصيبهم بالتعب والإرهاق والقلق الناجم عن إمكانية نقله للآخرين ومما يزيد عذاب هؤلاء المرضى النصائح المتضاربة وغير الصحيحة التي يقدمها بعض الأطباء لهم ومنذ عدة سنوات تقول الدكتورة كيفي (Keeffe) اختصاصية أمراض الكبد في جامعة ستانفورد (Stanford) لقد رأت مريضة طبيبا لديه معلومات محدودة عن التهاب الكبد"C"، فقال لها هذا الطبيب: أنها أصبحت معدية جداً للآخرين ويمكن أن تنقل العدوى لزوجها وأولادها، فما كان منها إلا أن توقفت عن ممارسة حياتها الزوجية مع زوجها،وأصبحت تجهز الطعام وهي مرتدية القفاز لقد كان تركيزي في نصحها محدداً وحاسماً فقلت لها "عليك بخلع هذا القفاز،وعودي مرة أخرى إلى فراش زوجك"،وهناك ما هو أسوأ؛فبدلاً من النصائح والمعلومات الكاذبة فإن بعض المرضى لايتلقون عملياً أية معلومات وأنهم عندما يعلمون إصابتهم بتشمع كبدي، يستنتجون أن ذلك شئ سيئ، كما أن بعض هؤلاء يُخْـبَـرون بأن هذا المرض يعني الموت بعينه.
علاج التهاب الكبد"C"
على عكس الأشكال الأخرى لالتهاب الكبد ليست هناك طريقة أكيدة لعلاج التهاب الكبدC"" والأدوية الوحيدة المصرح بها من قبل إدارة الأغذية والعاقير (FDA) هي الأدوية المعروفة بالإنترفيرونات (Interferons) من الأنواع ألفا 2a وبيتا 2? إلا أنها تسبب حدوث اكتئاب وقلق وهيوجية وارتفاع بدرجة الحرارة وآلام عضلية وأعراض نزلات البرد وحدوث حاصة (فقد للشعر) تجعل المرضى في حالة مرضية أكثر من تلك المسببة بالعدوى الفيروسية نفسها،مما يجعلهم لا يفضلون تناول هذا العقار.
إن الإنترفيرون يوقف التكاثر الفيروسي وينشط جهاز المناعة ويصبح أكثر فعالية لو تم تعاطيه في مرحلة مبكرة من العدوى ويحقن الإنترفيرون 5.000.000-3.000.000 وحدة ثلاث مرات في الأسبوع لمدة تتراوح من 12 إلى 18 شهراً يستطيع الإنترفيرون القضاء على الفيروس في نسبة من المرضى تصل إلى 50%، إلا أن العديد منهم يصاب بنكسة (Relapse) بعد إيقاف الدواء.
وللتاريخ فإن 20% فقط من المرضى الذي يتعاطون هذا الدواء، تظل فيهم مستويات الإنزيمات الكبدية في معدلاتها الطبيعية، كما لاتظهر عليهم علامات المرض ولمدة ثلاثة شهور بعد إيقاف الدواء وهذا الدواء مكلف جداً حيث يكلف المريض مبلغاً يتراوح من 8.000 إلى 10.000 دولار سنوياً.
جدير بالذكر أن المرضى الذين لا يبدون تحسناً في خلال الأسابيع الأولى للعلاج بالإنترفيرون، فإنهم لن يتحسنوا حتى لو زادت جرعة الإنترفيرون يقاس تحسن المريض بعودة الإنزيم ALT إلى معدلاته الطبيعية وتحسن الصورة النسيجية للخزعة الكبدية.
إن زراعة الكبد (Liver Transplantation) هي خيار منقذ لحياة المريض، إلا إنه في معظم حالات التهاب الكبد "C"، يصاب الكبد الجديد بعدوى المرض ويستطيع هذا الالتهاب تحطيم عدد من الحالات المستزرعة يقدر بنحو 5% إلى 10% ويجب ألا ننسى أن تكلف زراعة الكبد تقدر بمبلغ 250.000 دولار أمريكي أو أكثر.
ولقد ذكرت حديثاً إحدى الدراسات اليابانية أن الإنترفيرون يمنع تحول المرض إلى السرطانة الكبدية.
وبجمع معلومات أكثر عن المصابين بالتهاب الكبد "C" يستطيع الطبيب المختص أن يقرر أي العلاجات التي سيستفيد منها المريض ويقرر الباحثون بأن هناك نوعاً فرعياً (Subspecies) يسمى النمط الجيني 1 هو الأقل استجابة للإنترفيرون،إلا أن عملية تحديد النمط الجيني تكلف مبلغاً يتراوح من 150 دولار إلى 200 دولار لكل مريض، وهذا العمل يجرى الآن لمجرد عمليات البحث العلمي.
وهناك عقاقير أخرى قيد البحث مثل عقار الريبا يرين (Ribavirin)،وهذا الدواء يشبه دواء الزيدو ودين (AZT) المستخدم في محاولات علاج مرض الإيدز.
ويستطيع كل من هذين العقارين أن يحبط مقدرة الفيروس على نسخ نفسه وإذا تم تعاطي الريبا يرين مع الإنترفيرون فإن الريبا يرين ينشطه ويسرع من مفعوله.
وتقوم شركات أدوية عديدة بدراسة مثبطات البروتياز (Protease inhibitors)ـ وهي مجموعة من الأدوية تستطيع محاربة فيروس الإيدز إلا إذ أنها تمنع الفيروس من تنفيذه للخطوة الأخيرة في عملية تكاثره.
وهناك بعض المرضى المثقفين أو بعض المرضى اليائسين يتحولون إلى علاجات أخرى مثل العلاج بنبات شوكي يُدعى حشيشة اللبن (الصقلاب)(Milkweed Thistle) والفيتامينات أو بالأعشاب الصينية.
لقد فصل الباحثون في مراكز اللقاح بكاليفورنيا مجين (Genome) التهاب الكبد"C" ويحاولون الآن عمل لقاح له إلا أن الأمور تسير ببطء شديد.
يقوم الفيروس بعمل طفرات سريعة ولذلك فمن الصعب إيجاد جزء ثابت يكفي لإجراء الأبحاث عليه.
فضلاً عن ذلك لاتوجد نماذج حيوانية رخيصة،حيث يصيب الفيروس الإنسان والقردة العليا(الشمبانزي)، حتى يمكن إجراء التجارب عليها.
كما أن اللقاح الذي يعمل ضد نمط جيني معين لايقي من الإصابة بنمط جيني آخر.
لقد أوجد الباحثون على الأقل اثنين من اللقاحات المشجعة خلال الخمس سنوات الأخيرة، ويأمل الباحثون في أن يدخل واحد من هذه اللقاحات والخاص بالنمط الجيني 1 في الإستخدام البشري خلال الشهور القليلة القادمة.
وفي نفس الوقت تتحمس شركات التقنيات الحيوية (Biotechnology) لتعرف المزيد عن التهاب الكبد والوقاية منه وعلاجه ومن الناحية التجارية، فإن التهاب الكبد المزمن يعطي رواجاً لصانعي الدواء يصل حالياً إلى عـدة بلايين من الدولارات،حيث أن هذا المرض ثاني أكبر الأمراض الـمُعـدية على مستوى العالم بعد الملاريا (Malaria).
نظرة للمستقبل:
حتى يعطينا العلم إجابات أكثر،ويقدم لنا حلولاً... فإن مرضى التهاب الكبد "C" عليهم أن يقهروا تحديات الحياة.
ـ تقول إحدى المريضات:
إن أصعب شئ هو أن تنتظر زراعة الكبد،وتستطرد قائلة:"أنا لم أكن حقيقة جاهزة لزراعة الكبد وأفضل أن أنتظر طويلاً حتى يأتي لنا العلم بأدوية فعالة لعلاجي وصعوبة الإنتظار في إنك لاتعرف كيف ستكون صحتك من يوم لآخر وكيف ستكون غداً،وهل ستكون لديك القدرة على العمل? فإنك لاتعلم وإذا أصبت بأي مرض هل ترجعه للإلتهاب الكبدي أم لغيره? إنك لاتعرف على وجه التحديد..."
ـ الإجراءات المتبعة لاكتشاف فيروس التهاب الكبد"C" (المتفشي الصامت):
يعد أطباء الرعاية الأولية أول من يكتشف علامات مرض التهاب الكبد"C" من خلال المستويات غير السوية لإنزيمات الكبد أثناء إجراء بعض الفحوص الروتينية .
يجب التعرف على المريض من كل ناحية مثل نمط حياته وحاضره وماضيه،وهل تناول أدوية بالوريد أو قد نقلت له دماء.
لا تهمل أي شذوذات في الاستقصاءات التي أجريتها للمريض خاصة مستوى إنزيم ناقلة الأمين الألانينية (Alanine Aminotransferase; ALT) في المصل والذي يشير إلى وجود تلف بخلايا الكبد مع العلم بأن معظم المصابين بفيروس التهاب الكبد"C" لاتكون لديهم أية أعراض،كما أن ثلث المصابين لايظهرون حتى أية زيادة في مستوى الإنزيم ALT.
بعد ذلك يجب إجراء اختبار وجود أضدادفيروس التهاب الكبد"C"،وهذا الاختبار عبارة عن مقايسة مناعية إنزيمية (Enzyme Immunoassay; EIA) ويتكلف مبلغ 80دولاراً، وهو دقيق بنسبة 90%.وهناك اختبار آخر لوجود هذه الأضداد وهو اختبار مقايسة اللطخة المناعية التأشبي (Recombinant Immunoblot Assay; RIBA) ويتكلف هذا الاختبار حوالي 190 دولاراً، وهو مفيد في تأكيد نتائج اختبار (EIA) وكل من هذين الاختبارين يستطيع الكشف عن حدوث العدوى بفيروس التهاب الكبد"C" في خلال ثلاثة شهور مضت.
وهناك اختبار آخر يكشف عن وجود رنا (RNA) الفيروس نفسه في الدم،وهذا الاختبار يتكلف 250 دولاراً ويمكن تأكيد حدوث العدوى من خلال شهر من حدوثها.
وهناك اختبار آخر يمكن به التعرف علي السلالة الخاصة لفيروس التهاب الكبد "C" وهذا الاختبار يتكلف حوالي 300 دولار،ويفيد الاختبار في معرفة الاستجابة للعلاج بالإنترفيرون (النمط الجيني 1 أكثر الأنماط مقاومة للعلاج بالإنترفيرون)وغالباً مايستخدم هذا الاختبار في تحديد النمط الجيني في العمل البحثي.
وتعد الخزعة الكبدية الطريقة الوحيدة الدالة على التلف الكبدي الناتج عن الإصابة بفيروس التهاب الكبد"C".
بعد الكشف عن إصابة شخص ما بفيروس التهاب الكبد "C"،عليك بتحويله إلى اختصاصي في أمراض الكبد حيث أن المعلومات في هذا الاختصاص متغيرة ومتجددة بسرعة، وعليك أن تكون على اتصال بالمريض ولكن دع الاختصاصي يحدد مستقبلية المريض ويتابع علاجه.
التعايش مع التهاب الكبد"C":
يكاد فيروس التهاب الكبد"C" يكون موجوداً وباستمرار مع معظم المرضى المصابين به، إلا أن العديد منهم لايبدون أية علامات لمرض كبدي ويشعرون بأن صحتهم جيدة، ولاتتطور حالتهم إلى حالة مرضية شديدة، وهنا يجب مساعدة هؤلاء في التغلب على الفيروس ومقاومته.
قم بتشجيع المرضى بأن يحيوا حياة طبيعية كلما أمكن فلن يغادر الفيروس أجسام مرضاه ولهذا فإن المريض يشعر بأنه أفضل إذا تقبل وجوده في جسمه، وساعد هؤلاء المرضى على أن يفكروا بشكل إيجابي حيث أن معظمهم لاتتفاقم حالاتهم المرضية،كما أن معظمهم لاتتطور حالاتهم إلى الفشل الكبدي.
قم بتحذير هؤلاء المرضى ليتجنبوا إصابة الآخرين بعدوى فيروس التهاب الكبد"C" من خلال تغطية الجروح المكشوفة وتجنب المشاركة في فرش الأسنان وأمواس الحلاقة والأشياء التي قد تنقل العدوى عبر الدم،كما أنهم لايجب أن يتبرعوا بالدماء أو المني أو الأعضاء.
وانصحهم بأن يخبروا أطباء الأسنان بحقيقة مرضهم وأن يخبروا أولئك المعرضين لدماء المرضى مثل فنيي المختبرات ليأخذوا حذرهم ويتجنبوا التقاط العدوى.
طالب المرضى بأن يأخذوا الأمر ببساطة، حيث يحبط التعب والإجهاد مرضى التهاب الكبد"C"، ولذلك قم بتشجيع هؤلاء المرضى ليركنوا إلى حياة هادئة بعيدة عن التوتر مع فترات متكررة من الراحة والنوم.
قم بتقديم النصائح الموضحة لأخطار الكحول والأدوية، حيث يجب أن يتجنب المرضى تناول الكحول، كما يجب أن يكون هؤلاء المرضى حذيرين عند تعاطي عقار الأسيتامينوفين [أو الباراسيتامول](Acetaminophen)(مُسَكِّن)،مع الكحول في نفس ذات الوقت ـ إن إعطاءهما سوياً يسبب تلفاً كبدياً وهناك أدوية كثيرة مؤذية للكبد ولذلك فعليك بإخبار طبيبك وبإصابتك بفيروس التهاب الكبد "C" حتى يتجنب هذه الأدوية.
يوصى بإعطاء بعض اللقاحات ضد أمراض معينة مثل لقاحات التهاب الكبد"A" والتهاب الكبد"B" لأي حامل لفيروس التهاب الكبد"C".
قم بتحذير المريض بأن المطببات البديلة من الأعشاب والفيتامينات والتي تبدو غير ضارة إلا أن الجرعات الكبيرة لبعضها (مثل الفيتامين A) يمكن أن تسبب تلفاً بخلايا الكبد،ولذلك انصحه بأن يستشيرك قبل أن يتناول أي عقار أو عشب أو أية معالجة غير تقليدية.
قم بفحص المرضى بشكل دوري حيث يستطيع اختصاصي أمراض الكبد الوصول إلى طرق العدوى والتغيرات التي تطرأ على المريض ويستطيع التعرف على المشاكل المرتبطة بالمعالجة ويستطيع أن يقدم كل ماهو جديد في العلاج عندما يكون ذلك متاحاً.
ويمكن أن تقترح على المريض أن يظل على اتصال بأحد التجمعات المهتمة بالبحث في أمور التهاب الكبد"C" ويوجد على شبكة الإنترنت أحد هذه التجمعات وعنوانها على شبكة الإنترنت (
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] حيث يمكن الاستفادة بكل ماهو جديد في مرض التهاب الكبد"C".
ويمكن أن تقترح على المريض عمليات زرع الكبد والتي قد تكون أحد خيارات العلاج في الحالات المتقدمة رغم أن فيروس التهاب الكبد"C" سيصيب الكبد الجديد،إلا أن مرضى كثيرين قاموا بإجراء هذه العملية فاسترجعوا صحتهم وعادوا إلى أعمالهم يمارسونها بشكل كامل في خلال سبعة شهور .