خاطرة الفجر
(1) النية والتخطيط بقلم : احلام الجندى
خاطرة الفجر (1) النية والتخطيط
بقلم : احلام الجندى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول
الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وارضى اللهم عن أمهات
المنؤمنين والخلفاء الراشدين وسائر الصحابة والتابعين وتابعيهم
بإحسان الى يوم الدين
أما بعد
على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه نسير ، وكما
كان يتخول أصحابه بالموعظة نتخول أخواتنا بها بالمسجد
،وكما كان يحرص على مدارسة العلم وبيان فضل طلبه
ومجالسه كذلك نفعل فغالبا بعد صلاة الفجر حيث الصفاء الذهنى والراحة
البدنية والاستعداد النفسى والوقت المتاح قد نتعهد الحاضرات بمسجدنا الخاص بالنساء والذى لا يشاركنا فيه رجال بخاطرة تدور حول بعض
ما ورد فى تلاوتنا من مسائل فقهية ، أوقصص وعبر وعظات ، أو معانى روحانية
، أو تنبيهات دعوية ، أو تساؤلات استفسارية ، ولا نطيل فقد لاتزيد الخاطرة
عن خمس دقائق وخير الكلام ما قل ودل وخير العظة ما ترك أثرا فى النفس
ينعكس
أثره فعلا وطاعة ، ونظرا لما يمن الله به علينا من منح
يتفضل بها علينا ونرى فيها فائدة قد يستفيد منها الكثير
لذا عزمت على أن اسوق الى القراء الأفاضل بعض من هذه
الخواطر وادعو الله أن تنفعنا ومن يقرأها ويتدارسها مع جلسائه ومن
يعول سواء داخل اسرته أو بين زملائه أو مع طلابه المهم أن يؤدى حق العلم بتبليغه والدعوة الى الخير .
ودارت خاطرة اليوم حول النية و التخطيط
بعد الحمد والثناء على الله بما هو
أهله ذكرنا حديث عن أبى حفص عمر بن الخطاب رضى الله عنه حيث قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى فمن هجرته الى الله ورسوله
فهجرته
الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها أو امرأة
ينكحها فهجرته الى ما هاجر اليه "أو كما قال
ومن هذا الحديث نتبين أنه لا أمل فى أجر على عمل لا
نستحضر له نية خالصة لوجه الله التعالى فقد نتعود على فعل
العمل مرارا وتكرارا ولكن لا نؤجر عليه ويذهب ما قدمنا هباء
منثورة، وقد بين لنا العلماء أن الفرق بين ما يستوجب الأجر
ومالا يستوجب الأجر من العمل إنما هو النية فبالنية تتحول العادات الى
عبادات
ومن هنا انتبهوا يرحمكم الله قد تكون اعمالنا جميعها حسنة
نستحق عليها
الأجر العظيم غير أننا نغفل أو نسهوا فلا نستحضر النية
فيضيع علينا هذا الأجر لذا أثر عن السابقين والصالحين
قولهم كنا نتعلم النية كما نتعلم السورة من القرآن .
ثانيا : الحرص على مضاعفة الأجر بتعدد النيات للعمل
الواحد قال أحد الصالحين كنت استحضر سبعين نية قبل أن
أفتح الباب للطارق فياترى ما هى هذه السبعين نية التى كان
يستحضره ؟
حقا لا أستطيع حصرها ولكن على سبيل المثال كأن يقول أذا
كان سائل أجبته، وإذا كان غريبا آويته ، وإذا كان طالب
عون أعنته ،وإذا كان طالب قرض أقرضته ، وإذا كان صاحب فتوى افتيته، وهكذا
ومن هنا وبمناسبة هذه الأيام المباركة فى شعبان حيث يحرص
الكثير على
الإكثار من الصوم سألت الحاضرات سؤلا ما هى النية التى
تستحضرنها لصيامكن فدارت إجابتهن حول معنى واحد اننا نصوم
لله وهو يكافئنا بما شاء وهنا اردت أن الفت أنظارهن الى ان
تحديد النية بمثابة التخطيط للعمل والعزم على الاستمرار فيه
والثبات عليه لعملى بما سأناله من الأجر وعددت لهم العديد من النوايا التى
يمكن أن يستاحضرها الصائموالتى منها
- ان صيام يوما فى سبيل الله يبعد عن النار سبعين خريفا .
-
اننا نصوم فى
شعبان كثيرا تشبها برسول الله صلى الله عليه وسلم الذى كان يكثر الصيام فى هذا الشهر الذى يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان
- إننا نصوم يوم الإثنين مثلا شكرا على أن ولد فيه رسول
الله صلى الله عليه وسلم وعلى أن جعلنا من أمته
- كما أننا نصوم يومى الإثنين والخميس لأن فيهما تعرض
الأعمال وكان رسول الله يحب أن يعرض عمله وهو صائم .
- كما ننوى أن يصحح الله ابداننا بهذا الصوم كما بين لنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما معناه جوعوا تصحوا
- بنية التغلب على الشيطان الذى يجرى من ابن آدم مجرى
الدم فى عروقه فنضيق عليه مجاريه بالجوع والصيام
- بنية تأديب النفس وتهذيبها التى تترك الحلال لله فيكون
أحرى بها أن تترك الحرام لله
- ان الصوم لله وهو يجزى به ونحن نطمع فى كرم الله وعطائه .
- ان الصوم وديعة عند الله لا تقضى منه حقوق الناس يوم
القيامة ونحن ندخره ليكون لنا بين يدى الله يوم لا ينفع مال
ولا بنون الا منت أتى الله بقلب سليم.
- أن يحبنا الله لأن الصوم صبر والله يحب الصابرين.
- حتى ندعو فيستجاب لنا لأن دعوة الصائم لا ترد حتى يفطر
- حتى نفرح عند فطرنا كما قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه .
,ولك عزيزى القارىء أن تضيف ما يمن الله به عليك فى التعليق لعل الفائدة
تعم وننال أجر جميع هذه النيات
وتقبل الله منا ومنكم
بقلم : احلام الجندى
الجمعة 29 / 7 / 2010