نصائح تربوية للتعامل مع المراهق .. بقلم:احلام الجندى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أولادنا أحبابنا ثمرات حياتنا فلذات أكبادنا تمشى على الأرض ، فلنحسن
تعهدهم ورعايتهم ، ولنجاهد أنفسنا للتخلص من عيوبنا حتى نكون قدوة حسنة
أمامهم ، ولنحرص على أن توافق أعمالنا أفعالنا ، فعيونهم لنا مراقبة،
وذاكرتهم لسلوكياتنا حافظة ، وتلقائيتهم فى تقليدنا شاهدة ، فكم من أب ترك
مألوف عاداته حتى يستطيع أن ينصح ابنه فينتصح ، ولقد شاهدنا أباء تغلبوا
على سلوكيات عايشوها معظم أعمارهم عندما وجدوا ان هذا سيؤثر على تربية
أبنائهم عزموا عزمة صادقة وغالبوا أنفسهم حتى غلبوها ، ولى على ذلك شاهد ،
فقد كان لى زميل بالعمل (حريقة فى التدخين كما يقولون ) وكم حصلت بينى وبنه
مواقف لكى يمتنع عن هذه العادة على الأقل داخل العمل – لأنى كنت مسئولة
البيئة والسكان - حيث ان القانون يمنع التدخين فى الأماكن الحكومية والعامة
والا تعرض المدخن للغرامة والنقل ،ولكن فشلت كل الحيل والمفاوضات
والتهديدات لإقناعه بذلك، واحيانا أخرى كان يغلبه عقله ويحاول أن يجاهد
نفسه للتخلص من هذه العادة السيئة لكنه كان يغلب نفسه مرة وتغلبه مرات ،
ويترك التدخين شهرا لكنه يعود دهرا ، وظل على هذا الى أن وصل ابنه الى سن
المراهقة ، وهذا الزميل أخصائى اجتماعى دارس للعلوم الإجتماعية والنفسية
وأصول التربية ، ويعرف اثر القدوة فى التربية ، ولاحظ مصادقة ابنه لمجموعة
من الزملاء من بيئات مختلفة تختلف طبائعهم وأخلاقهم على غير ما يتمنى أن
يكون عليه أصحابه ، وقد حاول جاهدا أن يفرق بينه وبينهم ولكنها طبيعة
المرحلة السنية التى تأبى الإنطياع وتتحايل للمخالفة ، فما كان من هذا
الزميل إلا أنه نظر فى نفسه وقال هذا ولدى وهو من سيحمل اسمى ويكون امتداد
لى فإما صالح وإما طالح فإما أذكر به بالخير أو بالشر ، وقرر أن يبدأ
بتغيير نفسه بالإنقطاع أولا عن التدخين نهائيا ، ثم المراقبة لجميع أفعاله
وسلوكياته ، ثم تعهده لابنه ورفاقه ، وبدأ يتودد اليهم ويحتويهم ، ويسامرهم
ويفكر بفكرهم وينزل الى منزلتهم ، ويفتح لهم من البيت ما لا يجرح حرمتة ،
ويوفر لهم من الوسائل والأجهزة التكنولوجية والرياضية ما يجعلهم يقضون جزء
كبيرا من وقتهم تحت إشرافه ، كل هذا وعينه عليهم يقظة يتلمس أخبارهم من هنا
وهناك دون أن يدروا ،ويتابع أفعالهم ويحلل تصرفاتهم ، يقول عن نفسه لقد
عدت الى كتبى وبحثت من جديد فى الوسائل المعينة على التربية السليمة ، فما
وجدت أفضل من القدوة الحسنة لتطبيعهم بطباعها ، سواء من خلال المحاكاة فى
نفسه ، أو من خلال الإقتداء بقصص السيرة النبوية وحياة الصحابة والصالحين
،والناجحين فى هذا الزمان حتى لا يقولوا انتهى زمن الأقدمين وتغيرت الظروف
والأحوال ، وأثبات أن النجاح يحققه من يحرص عليه ، والخلق الطيب يحوزه من
يتعود عليه ، فكانت جلساته المسائية بل والنهارية وتطبيقاته العملية
بالتزام ما يأمرهم به وعدم إتيان ما ينهاهم عنه ، وتشجيعهم بالجوائز ،
وتحفيزهم بالإشادة والتكبير .
كان يستخدم اسلوب النقاش والحوار ويوالى عرض الأسئلة ويدخل لهم من كل مدخل
ليجعلهم هم من يعطوا المعلومة التى يريد أن يتمثلوها ، فإذا ما اكتملت
أقرها عليهم واثبت لهم انكم من عرفتم وقلتم فعليكم بالإلتزام والعمل .
كما كان يرسل اليهم رسائل الكترونية او هاتفية يعبر فيها عن حبه لهم
واعجابه وافتخاره بعقولهم ونضجهم – رغم انهم يعتريهم الكثير من النقصان –
ولكنه يعاملهم بالحكمة القائلة "عامل أولادك بما تحب ان يكونوا عليه "
وقد يضمنها بعض النصائح والدعاء الذى يترك أثره فى نفوسهم وربما سألهم
رأيهم فيها حتى تكون مدخلا لحوار لتأكيد وتثبيت ما يريد من ورائها .
كما صحبهم الى المسجد ، وعرفهم بإمامه الذى نبه عليه فى غير وجودهم ان
يزيد الأهتمام والترحيب والحفاوة بهم ، بل وزوده بأنواع من الكتب ليتعهدهم
بها ، وان يطلب منهم عمل ابحاث ومسابقات فيها ، والمشاركة فى حلقات تحفيظ
القرآن الكريم والحديث ، والتخلف الى بعض مجالس الفقه والسيرة وان يشجعهم
على كل هذا بالجوائز التى كان هو من يتكفل بها .
كما تخير مجموعة من الشباب الذين يكبرونهم سنا والمشهود لهم بحسن الخلق
والثقافة بأن يصادقوهم ويرعوهم ويتبادلوا معهم الأفكار ويحفزوهم للمشاركة
فى الأندية الشبابية والمعسكرات الصيفية والمسابقات العلمية والدورات
الرياضية بشكل ايجابى .
كما كان حريصا على أن يتخولهم بالموعظة ويوطد علاقتهم بخالقهم ويذكرهم
بالموت وأن الذكرى الطيبة ونفع الناس هو الباقى ويطيل فى عمر الإنسان بذكره
بها بعد موته .
هذه بعض الأساليب التى يجب ان يتمثلها القائم على تربية المراهق وغيره
سواء كان ابا أو أما أو معلما أو من كان ، ونستطيع ان نزيد على ذلك من
الوسائل والأساليب كل حسب خبرته وعلمه فليزيدنا من منّ الله عليه من علمه
،ولنتعاون على البر والتقوى وحسن رعاية أبنائنا ولنعى اننا مسئولون ،فكلكم
راعى وكلكم مسئول عن رعيته .
احلام الجندى
24/10/2010