صادقى فتاتك يا أختاه بقلم:احلام الجندى
فى تعليق على مقال نصائح تربوية للتعامل مع المراهق ، والذى بينت فيه أن من أهم أسس التربية السليمة القدوة الحسنة ، وبينت ان أفضل قدوة يتمثلها الأبناء هم الآباء لذا كان من حق الأبناء على الآباء من منطلق " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته " أن يتعهدوا انفسم بالتهذيب والتقويم والمراجعة والتغيير والمجاهدة لكل مألوف لا يحبون أن يتمثله أبناءهم ،وان يتجملوا ويتحلوا ويتقمصوا كل سلوك يحبون ان يكون عليه أبناءهم ،الى أن يصير طبعا وعادة ، فلا شىء فى الحياة يستحق ان يضحى من أجله الإنسان بهواه ومحبوب نفسه من الأبناء ،
طلبت منى صاحبة التعليق وهى فتاة مراهقة آثرت الا تفصح عن إسمها ،بأن أٌكثر من هذه النصائح وأن اتوجه بالنصح بصفة خاصة الى الأمهات ، لأنها تعلم أن أمها سوف تطلع على هذه النصائح لأنها من مرتادى هذا الموقع .
لذا اسر اليك يا أختاه: من واقع تجربة حياتية فأنا أم لخمسة ابناء ثلاثة أبناء وفتاتين ، فكبرى الفتاتين تزوجت ولديها طفلين ، وصغرى الفتاتين بالصف الثالث الإعدأدى ، وقد كان اسلوبى فى تعاملى مع أولادى وما زلت الحرص على أن لا يلاحظوا علىّ أى فعل أو قول يخالف ما آمرهم به ،
فهذه أول وصية :
فلا كذب ولاغيبة ولا نميمية ولا تمتمة ولا برطمة ولا همز ولا لمز ولا حقد ولا حسد ولا بخل ولا كنز ولا أسرار ،ولا علاقات خاصة بين الأم والأبناء بعيدا عن الأب ولا حوارات نتية خاصة فكل شىء واضح ومكشوف ، لأنه ليس لدينا عيوب نخفيها ،وكل شىء يحلل ويوضح ، وحتى لا تكون نقطة ضعف يمسكها الأبناء على الأم فتخضع لأهوائهم وتتستر على عيوبهم ولا تستطيع تقويمهم ، الا أذا كان الأب من النوع الذى لا يتفاهم أو يتسرع فى الحكم والعقاب فقد تتفق مع ابنائها على التأنى فى التبليغ لحين حل المشكلة اذا أمكن ، أو التريث لتبليغها فى الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة - فكل أدرى بشمس داره كما يقولون - المهم ان لا تدع فرصة أمام ابنائها للضغط عليها ،
الوصية الثانية :
والتى كان يجب ان تكون الأولى أن تحافظى اختاه على صلاتك، وان تلزمى ابناءك بها ،وان تتابعيهم دائما وتتتبعى مدى حرصهم على أدائها والمواظبة عليها فى أوقاتها ، فحرصهم عليها يدلك على مدى ايمانهم ومراقبتهم لربهم .
الوصية الثالثة :
حافظى اختاه على حجابك ،وحسن مظهرك، والإرتقاء بمستواك الثقافى، وكونى على درجة من الرقة وحسن التفاهم معهم ومع أصدقائهم ، لأنك عن طريقهم تستطيعى ان تتحسسى اخبارهم عند بعدهم عنك بذكاء فتكتمل المعلومة لديك وتستطيعين ان تكونى صورة كاملة لسلوكهم داخل وخارج المنزل .
الوصية الرابعة :
احرصى اختاه على ان تكون بينك وبين ابناءك بنين كانوا ام بنات مجالا للحوار والتشاور والمصارحة، فلا تعارضى رأيهم اذا باحوا بما لا تؤيدين ،ولا تتحاملى عليهم اذا سمعتى مالا ترضين ، ولا تحجرى على رأيهم ، دعيهم يقولوا ما يريدون ثم ادخلى معهم فى نقاش منطقى وحاوريهم بالأسئلة، اسأليهم فيما قالوا ودعيهم يحللوا ويوضحوا سبب هذا الفكر ثم بينى لهم رأيك من باب والله انا رأيى كذا أو كنت قرأت كذا أو شاهدت كذا ، ثم دعيهم يختارون ما تشائين لكن اشعريهم انهم يفعلون ما يريدون .
الوصية الخامسة :
بسطى العلاقة بينك وبينهم وفاتحيهم بلباقة فى جميع خصوصياتهم وبالأخص الشخصية جدا التى تلازم سن المراهقة وبينى لهم كيف يكون التصرف ومارأى الدين وما الحدود التى يمكن ان يتكلموا فيها ويتعاملوا بها بخصوص هذه الأشياء مع اصدقائهم ، فهذا ليس عيبا ولا حرجا فلا حياء فى الدين فهذه احكام فقهية واصول تربوية حتى نقى اولادنا من الأنحراف ونكون نحن مصدر المعلومة الصحيحة بدلا من أن تأتيهم من غيرنا بطريقة لا يحمد عقباها .
الوصية السادسة :
لتكن لك اختى معهم ومع والدهم جلسات سمر ، تتوددان بها اليهم وتأخذان رأيهم فى أموركم وتشعرونهم أن رأيهم ذوا قيمة واشيدوا به إذا كان ايجابيا أو مبتكرا ، فكم لكلمات الآباء من الإطراء على الأبناء من أثر، فما زلت أذكر كلمة والدى عندما قال لى وانا بنت السادسة عشرة عقلك يزن عقل امرأة فى الستين ، هذا كان يجعلنا نحرص على أن نكون كبارا فى أفعالنا مبدعين فى ادائنا حتى تظل هذه التظرة وهذا الوسام لاصقا بنا ، ولتكن لكم اوقات ترفيهية بالخروج فى فسح أو فى رحلات وبالأخص المرتبطة بالمناسبات كمعرض الكتاب مثلا او أفراح او زيارات عائلية .
الوصية السابعة :
احرصى اختاه على ان تشغلى أوقات فراغهم بما يفيد وفرى لهم الكتب والمجلات والنت واشركيهم فى دورات تدريبية وانشطة رياضية ،مع رقابتك الحذرة ومتابعتك الدائمة ، ومشاركتك وتواجدك معهم دائما كلما شاؤوا ذلك .
الوصية الثامنة :
اشغليهم اختاه بالقضايا الكبرى وهموم الأمة ، تابعى معهم الأخبار والبرامج الحوارية والإجتماعية ، وبينى لهم دورهم ورسالتهم فى الحياة حتى ينشغلوا بأمور هامة عن سفاسف الأمور فقد قالوا ان لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل ، واحرصى على أن يكون لكم مجلس علم بأحد المساجد أو مع الأصدقاء .
الوصية التاسعة :
احرصى اختاه على أن يلاحظ ابناءكم حرصكم على صلة أرحامكم ودوام الأتصال والزيارة بآبائكم اذا لم يكونوا معكم فى بيت واحد، وان يشعروا ان هناك ترابط اسرى ،واشعريهم انكم تهتمون بمشاكل الأقارب بل والجيران وتسعون للمساهم بقدر المستطاع فى حلها .
الوصية الغاشرة :
رسخى اختاه مكارم الأخلاق فى نفوس ابنائك وأياك ان ترسخى النظرة المادية والفردية لديهم فتجعليهم يشعرو ان المال هو الغاية وهو الذى يرفع ويخفض فما هو الا وسيلة للوصول الى الغايات لذا يجب ان نحصل عليه بشرف وننفقه وفقا لما احل الله وشرع فما اخرنا عن العالم الا النظرة المادية والحرص على الدنيا .
هذه اختاه بعض الوصايا التى تعاملت بها مع ابنائى فأصبح طلب العلم ونشره ، والنفع للغير والصدق وبذل النفس وحب الأهل خلقهم وشيمتهم ، والصراحة فى الرأى والحياء واحترام الآباء والكرم والعطاء طبعهم ، فالحمد لله واهب النعم ، مانع النقم ،جاهدنا انفسنا فهدانا سبلنا مصداقا لقوله " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " .
اللهم أعنا على حسن رعاية ابنائنا حتى لا يكون لهم علينا حجة بين يديك ، وهب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما .
احلام الجندى
25/12/2010