دور الاعلام والاعلاميين .. بقلم : احلام الجندى

لا شك ان الاعلام من اهم الوسائل التى تؤثر فى تشكيل فكر ورأى وتوجهات المتلقى لذا نجد كل فرد مهتم متابع –لان الغالبية من الناس يجرون خلف لقمة العيش جرى الوحوش فى البرية وربما لا يدرون عما يدور حولهم شيئا حتى تعجب ان تعرف ان هناك من لا يدرى ان هناك ثورات جارية فى بلده او غيرها - يتقمص قميص الاعلام الذى يفضله ، ففى الايام الأولى للثورة رأينا كيف كان من يشاهدون القنوات المصرية الخاضعة للنظام يعارضون الثورة و الثوار وكيف تحول فكرهم عندما تغيرت رسالته شيئا ما عقب التنحى وادركوا مدى تضليلهم و بدأ الكثير منهم يبحث عن مصادر متعددة للحصول على المعلومة .

لذا يجب ان يدرب الاعلاميون على فلسفة الاعلام ودوره فى بناء البشر، وتشكيل المجتمع ووضعه فى المكانة التى يجب ان يكون عندها ، وحفظ الامن والدعوة للتقدم، وبيان الانجازات ، وتقديم اصحاب الرؤى والفكر والابداع ، وعرض المشكلات وتبنيها واقتراح الحلول لها والتواصل مع المسئوليين لتذليلها ورأينا بالفعل من الاعلاميين من يقوم بهذا الدور بإيجابية .

ولندرك ان الاعلام من اكبر وسائل التأثير والتوجيه والدفع فما انتصر علينا عدو ،وما تمكن متمكن – أفراد كانوا او دول - الا بتوظيف وشراء الاعلام المقروء والمسموع والمشاهد والالكترونى وما استجد من وسائله .

كما يجب ان يثقف الجمهور بدور الاعلام بواسطة الشرفاء اصحاب الرسائل غير المتكسبين منهم وما يجب ان يقوم به للزود عن الوطن وتقديم معلومات موثقة محايدة تطلع المشاهد على الحقائق ثم تتركه ليحكم دون توجيه لفكره او تأثير على رأيه او اثارة لنعرة ، او تغليب لجانب على آخر .

وقد رأينا دور الاعلام فى تأييد بعض الثورات بينما هو نفسه من غض الطرف عن ثورات اخرى ، وما ذلك الا من باب ترجيح مصالح الدول التى ينتمى اليها ، ونرى اعلام يتولى سياسة التهدئة والتبرير وآخر يتولى سياسة الاثارة والتجريم ،ومدى انعكاس ذلك على المتلقى وردود الافعال التى تتحول الى افعال على ارض الواقع قد تكون ايجابية وقد تكون سلبية حسب الرسالة التى يتلقاها .

لهذا يجب ان يولى المخططون هذا الأمر غاية الاهتمام ويقدمون الدورات ويقيمون المؤتمرات ويعدون البرامج والخطوات التى تعد الاعلامى وتؤهل المتلقى وتضع اهداف وطنية عليا يسعى الجميع لتحقيقة .

ومن ناحية حرية الفكر فليس فى سياسات الامم حرية انما هى المنافسة والبقاء للأفضل ، وغير ذلك فمجالات الفكر والابداع لا حجر عليها وان كان كل مجتمع تحكمه عقائده وقيمه ومبادئه ، ويقوّم بعضه بعضا ويحدد مساره وفقا لها .

احلام الجندى
صباح السبت
4/2/2012
مدير مدرسة الكردى الثانوية المشتركة


.