الفصل الاخير .. بقلم : احلام الجندى
ما حياتنا إلا فصول متعددة فى مسرحية الحياة ، يوما يكون دراميا ويوما يكون كوميديا وقد يجمع بين هذا وذاك فى مواقف كثيرة ، وبالطبع كل منا ينتج مسرحيته بشكل يتوافق مع قناعاته وفكره ومعتقداته وتفاعلاته ، وقد تنساب له المعانى وتستقيم معه الخطة على هذا المنوال دون تدخل او انحراف ، فهو بطلها وهو موجه مشاركيه فيها ، وان كان احيانا ووفقا لتطورات زمنية وامكانيات مادية ومعنوية قد يزيد تأثير بعض الشخصيات فيها او يقل او قد ينعدم بانسحابه منها أو تخليه هو عن دوره فيها ،او تتقدم بعض الأداءات او تتوقف او تتحول .
ولله فى كونه شئون فليس الكل تسير خطته تماما كما أراد بل انه أحيانا قد تحدث تحولات اجبارية وظروف طارئة لم تكن فى الحسبان قد تغير قناعات كثيرة فقد تؤدى الى تخييم الحزن والكآبة والألم على جو هذه المسرحية والذى قد يطول او يقل حسب قدرة كل مخرج لها على تخطى هذه العقبات وفلسفة الأمور بشكل يخفف آلامها ، أو التعمق فيها بشكل يصبغها بهم دائم ونقمة مستمرة ،قد تؤدى الى هدم باقى فصولها .
وقد تؤدى هذه التحولات الى اكتشاف قدرات وانطلاق طاقات تحول صاحبها من رقم عادى الى رقم قياسى يتعدى حدود ذاته ليكون علامة مميزة بين جميع المسرحيات.
وقد يحدث هذا التحول بعد تعدد فصولها التى لم تحيد عن الخطة وربما تأتى الحبكة التى تجعل صاحبها فى اختبار حقيقى هلى يخالف ما اعتاده وما ايقنه وما خبره وما تحقق من نتائجه طوال هذه الفصول وينحرف مع هذا التحول الذى قد يهدم كل المقاييس والقواعد المستقيمة التى جعلها ديدنه وميزانه أو يثبت عليها ، ويحتار فى التمييز بين ما ستحققه هذه التحولات من مكاسب قد تخالف مبادئة لكنها قد تكسبه دنيا لم يكن يوما يفكر دخولها او يجوب دروبها.
ويبدأ الصراع الحقيقى فى اعماق صاحبها وهنا تظهر حقيقة هذه المبادئ او ادعائها ، وبالطبع قد لا يحتاج الى معين يربط على قلبه لاكتفائه بما لديه من حكمة استأصلت فيه ومكنت له ولم تتحول نتائجها او تتبدل فى جميع مواقفه .
وقد يكون فى حاجة الى استشارة او تنبيه او رسالة ربما تكون غير موجهة لكنه يلتقطها ليعود الى مساره ويرفض اى تدخل يحاول صرفه عن مصاره مهما كنت قوته او تأثيرة .
وعندئذ تعود قدرته على توجيه دفة أداءات مسرحيته بعد ان يكون قد اكتسب خبرة تجعله يضفى عليها نوعا من البهجة والسعادة التى تجعله يضيف اليها فصولا اخرى تضيف الى ذاته معانى سامية وثقة عالية ورضا ، والى من حوله عطاء واحتواء ودافعا .
احلام الجندى
الثلاثاء
27/2012