الانسان ..والكون .. بقلم : احلام الجندى
سبحانه سبحانه خلق كل شئ بقدر وخلق كل شئ بحكمة ولحكمة ونكاد نشاهد تكامل وتواصل وتناغم وتشابه بين جميع مكونات كونه من الذرة الى المجرة فتتوافق قواعد تكوينها وقواعد عملها مهما قل او كبر حجمها ودورها .
وارى تشابه عجيب بين الإنسان الذى خلق هذا الكون بما فيه له مصداقا لقول الحق سبحانه فى حديثه القدسى " يا ابن آدم خلقت الأشياء كلها من اجلك وخلقتك من اجلى " مع وحدة تكوين هذا الكون وهى الذرة فالذرة تميل دائما الى ان تكون فى وضع مستقر عن طريق تكوين روابط مع غيرها ، وقليل من الذرات تستطيع ان تستقر منفردة اذا تكامل تركيبها وعندئذ تصل الى حالة الخمول والكسل وينعدم تفاعلها وتأثيرها ، لكنها تنشط اذا توفرت لها الظروف لتكون علاقات مع غيرها ، وتتوقف طريقة تكوين هذه العلاقات على طبيعة هذه الذرات فمنها من يحب ان يعطى ومنها من يحب ان يأخذ ومنها من يحب ان يتعاون ويساهم ومنها من يحب ان يستأثر بما ساهم به ويستقطبه وغيره اليه ، ومنهم من يستطيع ان يكون علاقات متعددة تجمع بين العطاء والمساهمة والاستقطاب .
وبالمثل الانسان يميل دائما الى ان يكون مستقرا بالسعى لتحقيق غاياته وأهدافه فكلما حقق هدفا استقر وسكن لكن تظل تتنازعه الرغبه فى الارتقاء لذا تتجدد لديه الرغبة اذا استثير أو استثار ، ويظل فى حالة من القلق يظل خلالها يبحث فى كل الوسائل الممكنة وغير الممكنة احيانا – اذا لم تستحى فافعل ما شئت - التى تستكينه وترضيه ، وليس دائما يكون هذا الممكن مكسبا فقد يخسر الانسان ليواجه التحديات وتشحذ همته لتخطى عقبة اكبر تنقله خطوات امضى من تلك التى كان يمكن ان يحققها اذا لم يتعرض لهذه الخسارة او الفشل .
لذا نجد ان هذا دأب المبدعين المؤثرين الذين لا يكادون يصلون الى غاية الا وتتجدد امامهم الغايات ومثل هؤلاء تكون غاياتهم سامية اوسع من حدود الذات ففى نفس الوقت الذى يشبع فيها رغباته يجعل هدف النفع العام والخيرى للناس هدف ممتد بل قد يتنازل عن هدفه ولا يتوقف عن غايته العظمى .
هؤلاء فى كل زمان قليل عددهم لكن عظيم اثرهم ، الواحد منهم امة يحملون الكون وهمومه على اكتافهم وينظمونه للتابعين الذين قد لا يدرون كيف تسير الحياة ولا الى اين ستنتهى انما هم اصفار فى خانات ليست ذات قيمة .لكن وجودهم مهم لشغل جميع الخانات وتبقى اضواء الناشطين تنير الحياة للآخرين .
فسبحان فاطر السماوات والارض ، من أعطى للانسان قدرات استوعبت جميع كونه ، ووعدهم بكشف اسراره امامهم اذا فكروا واجتهدوا وساروا ونظروا وبحثوا وجدا " سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق "
فاللهم نعوذ بك ان نغتر بما تكشفه لنا وتعيننا عليه فهمه فننسبه الى انفسنا قائلين "انما اوتيته على علم عندى" وننسى انك الموفق والهادى اليه .
احلام الجندى
23/3/2012