كلنا مبارك .. فى .... بقلم : احلام الجندى
صدق من قال : أن " الّى على البر شاطر" فلو كان من على البر مكان من يغرق وعاين خوفه واضطرابه واستماتته لإنقاذ نفسه وانشغاله بذاته وذهوله عن الدنيا وما فيها لانتبه الى ان النصائح الشفوية لا تفيد فى ذلك الموقف، فمن اراد ان ينصح فليلقى بنفسه فى اليم ولينقذ الواشك على الهلال ، عندئذ سيشعر به ويتشبث بتلابيبه لأنه سيعى صدقه وصرامته لإنقاذه .
كذلك جميعنا ما أسرعنا فى النقد واستكشاف مواطن النقص والخلل فى إداء الآخرين – يرى أحدكم القشة فى عين أخيه ولا يرى العرق فى عين نفسه - وخاصة اذا كان رئيسا لنا أو مديرا ، وما أيسر الكلام والمطالبة بالتعديل والاصلاح ، ولو كان هذا الناقد مكان رئيسه لأيقن ان هناك ظروفا وعوامل و امكانيات ومصالح وأولويات ومعوقات ومثبطات وقوانين ومؤثرات قد تحول دون تمكن الرئيس من التصحيح والتغيير فى وقت ما أو بشكل ما او فى فترة زمنية محددة وأن التريث أو التأخير قد يكون أنسب .
وقد يتغلب جميع ما سبق امام امكانية الإصلاح وهنا يجب ان يختار الرئيس بين التفانى فى التغلب على هذه الظروف حتى يصل الى الوضع المرضى له ولغيره مستعينا بكل الوسائل والإمكانيات المتاحة والتى يمكن تدبيرها،والقدرات الفاعلة ، والرؤى والاقتراحات والآراء البناءة ، او يبلغ أولى الامر بتلك الظروف حتى يساعدوه فى التغلب عليها ، وإما ان يترك المجال لغيره حتى لا يتحمل مسئولية الضرر الناجم عن التقصير أمام الله وأمام المجتمع .
أما اذا أصر على الاستمرار رغم العجز ورغم علمه بوجود من يحول بينه وبين الاصلاح بل ويتفانى فى اجهاض جهوده بألاعيب خلفية واخفاء لمقدرات وامكانيات الحل وتعقيد وعدم تيسير القوانين، فهنا نقول له لا تلومن الا نفسك ، ولا يكثر عليك ما قد تلقى من عقاب عندما يتهمك بالتقصير من يكشف قصورك ومعايبك ممن عرقل جهدك وكاد لك.
ولا فرق فى ذلك بين رئيس دولة ورئيس مؤسسة فالمسئولية لا تختلف الا فى حجمها ، لذا قد نكون كلنا مبارك فى خيانة الأمانة عندما نرى التقصير ولا نستطيع مواجهة اسباب حدوثه او استجلاب وسائل علاجه او مواجهة وإقصاء من يتسبب فيه أو يحول دون تلافيه ، ثم نصر على الاستمرار حتى يشمت فينا الكائدون وينتقم منا المتضررون .
فهل يعتبر كل حامل أمانة وصاحب مسئولية ذلك فيحسن التخطيط ويستعين بأخيار عليها ، ويطوروسائله ، ويضع بدائل متعددة ، ويذلل العقبات ويستشير اهل العلم والخبرة للوصول بأدائه الى اعلى مستوى يرضى ضميره وربه أولا والمستفيدين ثانيا ؟
أو يدع المسئولية عن عاتقه ليتحملها من يؤهله الله لها ويكون اقدر على حملها دون تكبر او استبطاء؟
اللهم انا نعوذ بك ان نضل او نضل او نذل او نذل او نظلم او نظلم او نجهل او يجهل علينا ، اللهم اذا وليتنا امرا فأعنا عليه ، او حل بيننا وبين ان نكون سببا فى الإضرار بخلقك آمين.
احلام الجندى
فجر الاثنين
11/6/2012