أملات (4) .. بقلم : احلام الجندى

استلهام المعانى ..

قد تقرأ الآية من القرآن مرات عديدة وربما تمر دون تدبر او تفكر ثم ذات مرة تستوقفك لترى فيها مالم تدركه من قبل والذى ربما لم يخطر قبلا لغيرك ، قد يكون ذلك الهاما لحكمة يريد الله سبحانه ان يرشدك اليها ، او مسارا يريد ان يوجهك اليه ، او علما يسوقه على يديك لتنال اجر الدلالة اليه ، وقد يكون ذلك بسبب تحصيلك علما وضح لك ما قد غمض عليك من قبل ، ومهما كان السبب فأنك اذا خلوت بفكرك وان كنت وسط ملايين البشر واستغرقت فى بحر المعانى والتعبيرات فستتضح لك الفكرة بروزا وعمقا واتساعا كلما زاد زمن التفكر ودعمه العلم اللازم للإلمام بكل جوانبها ، وربما برقت الفكرة فى ذهنك دون دلالة من احد وربما لفت نظرك اليها احد ومثال ذلك هذه الدعوة التى نشرها متفكر على الفيسبوك ليبين ما جادت به قريحته من معنى حول عبارة ما ودعى قارئها لاستمرار التفكر واستكشاف المزيد من الدلالات وقد عقبت عليها بما من الله علىّ به واوقن ان كل عامل لعقله سيخط بريشة فكرة إشارة أو إضافة او تعديل او تقويم او توضيح حتى تتنامى الفكرة وتولد علما لا يدرك قراره وتظل الإلهامات متوالدة والعقول متكاملة وعلم الله لا ينفد وبحره مفتوح لمن اراد ان ينهل وها هى المشاركة .

أغمض عينك**واحمد ربك !!!

عبارة قرأتها ...خلف احدى ....السيارات!!!

فكرت فى مدلولها ....مرات..... ومرات!!!
...
اغماض...... العين!!!

هو محاولة ....لإيقاف..... إبصارها.... الى حين!!!

انت تعرف..... انك لابد ان تفتحها..... لترى ....النور!!!

فهل فكرت .....لو لها فقدت.... واستمر الظلام.... وتبخرت الاحلام ....وجفت فى قلبك .....منابع السرور؟؟؟!!!

اغمض عينك**واحمد ربك!!!

هذا حالنا .....مع ماتعودنا عليه..... من نعم..... لاتعد.... ولا تحصى !!!

وغفلنا عن شكرها..... تحت الحد الادنى.... لاننا لانستطيع الوصول... الى مرتبة الشكر.... الاقصى!!!

((اغمض عينك**واحمد ربك))

ولنتخيل كل النعم.... واحدة... واحدة .....متدبرين!!!

ولنرى ماحسرتنا .....لو فقدناها.... كما تصورنا..... فقد العين!!!

هل سنصاب بالاكتئاب.... كما يتصور بعض من يريد الدنيا..... جنة .....فى الخيال؟؟؟!!!

ام اننا سنستيقظ..... لنعيد حساباتنا ....مع ربنا الكريم.... الاكرم.... ذى الجلال؟؟؟!!!

((اغمض عينك**واحمد ربك))

جرب.... واجعل من قلبك.... حقل تجارب..... قبل فوات.... الاوان!!!

ومن فضلك.... اطلعنى على...... نتيجه الامتحان!!!

وهل بالفعل..... هذه الحكمة.... قد غيرت ....ثوابت الاحكام.... فى قلبك؟؟؟!!!

فجعلتها شعارا..... يدفعك.... للحفاظ على نعم الله..... فى البقية المتبقية ....من عمرك؟؟؟!!!

واخذت ترددها دوما.... لتجعلها جرس انذار.... يوقظك من غفلتك....وطول نومك!!!


((اغمض عينك**واحمد ربك))

((اغمض عينك**واحمد ربك))

((اغمض عينك**واحمد ربك))

وقد ورد فى خاطرى من معانى حول هذه العبارة ما يلى :
أغمض عينك ..واحمد ربك
إغماض العين يساعد على التذكر والانطلاق فى افق الخيال وتصور اكبر عدد من النعم على المستوى الافقى وعلى المستوى الراسى اى ما نعايشها وما مضى زمانها وصارت ذكرى وربما مرت ولم ندرك قيمتها واثرها فبعد ان من الله علينا بمعرفة قيمتها ووجوب شكره عليها وجب علينا ان نقول : " اللهم لك الحمد على كل نعمة انعمت بها علينا ولم نحمدك عليها ولك الحمد على كل ذى نعمة انعمت بها عليه ولم يحمدك عليها ..
اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك عظيم سلطانك
كما توحى .....
لى بانه اذا استمرت عينى مفتوحة فستدرك مزيدا من النعم التى لا يسعنى ان أوفيها شكرها مع ما سبق من النعم فانا اتوقف لكى أُأَدى حق ما سبق حتى استطيع ان أُأَددى حق ما يلى .

وربما للاستغراق فى التفكير فى هذه النعم وكيف استفيد منها على الوجه الاكمل وافيد بها غيرى.

وربما اتذكر الظروف التى وافتني اثناءها النعم فأرى كيف تغيرت الأحوال الى ما آلت اليه سواء الى الخير او الى غيره فأوقن ان الدنيا متقلبه ولا تستحق ان أضيع عمرى فى الاهتمام بها الا بما يفرحنى بين يدى ربى ..

وربما تذكرت اناس عاشوا معى هذه النعم وهم اليوم عند الله فأوقن ان الدنيا لا تبقى على احد وانا لله وانا اليه راجعون مهما طالت الحياة وقلت او كثرت النعم فأجِدٌّ فى العمل والمراقبة حتى اسر عند لقاء ربى.

وربما تذكرت كيف كنت على المعصية وبالرغم من ذلك لم يمنعنى ربى نعمه فازيد حبا له وندما على ذنوبى وعزما على ترك المعاصى ومداومة على الطاعة والشكر.

واذا تمادينا مع الافكار فسيكشف اللثام عما نعجب منه بعد اظهار الله له على ايدينا كأفكار وخواطر قد تتحول بعد الى حقائق لذا دعانا الله الى الوغول والغوص فى بحر العلم راكبين سفن الفكروالتدبر حتى يرزقنا بما يشاء على قدر علمه فينا وفى زماننا من افكارقد تغير مسار البشرية فما الكمبيوتر والنت والفيسبوك والذى جعلنا نتواصل معا من اقصى الدنيا الى اقصاها ونقضى المصالح ونحقق كل ما يخطر للبشر على بال حتى القيام بالثورات وتغيير الاحوال الا نتيجة لهذا الابحار ومن الله علينا ببعض من درره ويبقى قول الحق سبحانه " وما اوتيتم من العلم الا قليلا" رغم كل علوم الدنيا عبر الازمان .

فاللهم انا نسألك علما نافعا ورزقا حلال طيبا واسعا ، اللهم ائتنا حجتنا وارفع درجتنا واجعلنا فى العلم قادة وفى الناس سادة ، ومكن لنا ولا تمكن منا ولا علينا ، واستعملنا ولا تستبدلنا واجعلنا مباركين اينما كنا .

وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
احلام الجندى
فجر الخميس 29/9/2011