يشمّ الشاعر سيرة الغيمة، ويعرف كيف يعصرها لتمطر بالمعاني البيضاء
فإذا مر على الخراب تلفّت بحثاً عن طلوع الورد من تحت الرماد، وإذا ركب البحر غرف من رذاذه عطر الموانئ البعيدة وأدرك ما يعني الوصولُ وما يعني الغياب
ثم إذا سجنوه في الصمت وكمموا يده، سيكتب بعرق الصبر وصفاً للحرية باعتبارها طائراً بجناح كسير يحوم في قفص مفتوح
وحين يكبر الدخانُ الأسود في تنفس الحاقدين، وتُزكم الأنوف رياح المستنقع، يترك الشاعر لشذى كلماته أن يغسل ما يعكر هذا الفضاء