|  موضوع: أدعياء الْبَاطِلَ بِالْبَاطِلِ  الأربعاء نوفمبر 26, 2014 5:12 pm |
| دائما ما يَتَسَفَّهُ هؤلاء المبطلون بما يظنون أنهم قادرون عليه أو يملكون ناصيته وليس إلاّ بالسراب تأتي أمانيهم ويَتَغَنَّى كُلُّ منهم بأخيه ومن والاه أو آواه . إنهم أولائك الذين ذهب حَبْرُهُمْ وَسَبْرُهُمْ وما خدعنا تثاقفهم أبدا وما دأبوا عليه من لحن القول ولا شَخَصْت إليهم الأبصار فما هم إلا زَيْفٌ وَبَاطِلٌ تَوَارَى خَلْف رِدَاء الْحق .
وما أن مَكَّنَهُم الله في الأرض وَوَهَب لهم حُكْمَا حتى ظنوا أننا لهم مُسْتَساغُون وأن ما هم عليه لهو من ثمرة أيديهم وما قَدَّمُوا الى الله من مختلف الأعمال فكانت لهم عنده زُلْفَى فكانوا في الأرض من الأخيار ولهم في الآخرة حسن مئاب ., وما رأيناهم على حق في علانيتهم وتعاملهم بين الناس وإنما كبر عليهم وعز أن يكونوا معنا سواسية , فما أن بدأوا سلطانهم إلا وقد عقدوا أمرهم على ألاَّ يكون لنا مَنْطِق ولا سبيل إلا وفقا لشِرْعَتهم فيكونوا عنا وكلاءَ وموالىَ فهم أحق بالأنفس من أصحابها فلا إسلام لنا إلاَّ إذا كنا لهم ردفاء وحتى بها فلن نحظى بشرف المساواة بهم فإنما هم أَقُدَّاسٌ بين الناس لَا يُطَالُوا ومهما بلغت بنا الرِفْعَةٍ والدرجات فلن يروا لهم من بيننا ندا ولا قرينا فإنما نحن من أدعيائهم الذين أنعموا عليهم ورضوا بهم . بل ولا حق لنا في الحياة إلا ما دمنا كنا على وتيرتهم نسعى وبهداهم نقضى وأما من خرج عليهم وعصى أمرهم ورفض جهلهم الذي استأثروا به منذ تلك النشأة الهشة التي ما قامت إلاَّ على الدماء والغدر والسلب والنهب والترويع فعندها يكون القتل هو جزاءنا بكل طريقة وسبيل فلا فرق أن يقتلونا رجالا وشيوخا نساءا وأطفالا مسلم وذمّى من كان مكلفا ومن رفع عنه القلم , لا فرق فإنما نحن كفارا فلا دين لنا إلاَّ معهم ولا شهيد فينا إلا منهم . فلا يمر يوم أو سحابته إلاَّ ويخرج علينا شر منهم ليشيع الفساد ويهلك المنافع فلا تراهم إلاَّ على وتيرة واحده في كل أرض ودار فما أن تسمع ذكرهم أو ترى شبحهم إلاَّ وتجد القتل والحرق والشهوات وباسم الله يقتلون ويخربون وياهول ما يدَّعون فهل أَذن الله من قبل للأنبياء بهلك النسل والحرث واتيان المفاسد حتى يأذن لتلك الطائفة من الناس . اِنْهَمْ تَجَبَّرُوا على الله في حكمه وتَجَبَّرُوا على الخلق في أرضه وبأن الله قد شَرَعَ لهم من الدين ما يقتلون به الناس وينشروا الفساد والضلال وما بُعِثُواإلاَّ ليقتلوا الناس أو يبايعونهم إخوانا . أين ما فعله هولاء الصغار للدين ماذا قدموا للناس فما خلا يوم إلاّ وعلت عقائرهم لتذكرنا بأيام الله التي ما كفر بها الناس ولا أغفلتها قلوبهم وإنما هي سيف لهم كان لزاما أن يسلط على رقابنا فإن لم يكن له غمدا ما صار مسنونا فلابد أن نكون نحن جهلاء حتى يكون هم علماؤنا , لابد أن نكون ضالين حتى يكون هم هادونا يجب أن نكون مبتورين بعضنا من بعض حتى يصلونا باستنساخ نكون في جمعه معاقون وهم للكمال آية , لابد أن نكون لهم طائعين حتى يكون لهم علينا ملكا , إنهم أولائك العوالق الذين عَتَوَا علينا وما أمانيّهُم إلاَّ أن يُؤَلِّبُوا بين الناس وأن يَغُدُّواعلى حرث مصر ذلك الذي ظنوه خالصا لهم من دون ولدها وما غرنا يوما لحنكم في القول فأنتم دائما في مَنْحَاةٍ عن التقوى وأهلها . إن حرصهم على التواجد بين الأقوام لا يتوقف أبدا أمام الطريق إلى ذلك فما كان همهم من قبل إلا سلطانا وملكا لا يزول ووالله ما مكرهم إلاَّ زَبَدَا رَابَيَا يذهب جفاءا ولا يبقي مثله أبدا في الأرض , ولا سخرية في الأمر أكثر من أن يتكلموا باسمنا لا سخرية أكثر من أن يقولوا إنما مسعاهم هو لخير مصر وأهلها ليس أكثر من أن يجتمعوا ويبياعوا القاتل والقتلة في كل أرض وبلد ضد مصر وأهلها حتى يعودوا على رقاب أهلها أربابا , فلم نعجب أن يبايع هؤلاء الإخوان أصحاب السكين الذي ذبحوا به الرقاب في العراق وسوريا باسم الله والدين ولمَ العجب فهم الذين شبّوا على التطاول على كل الأصول والأعراف بل وعلى الفطرة التي خلق الله عليها الناس , لم نعجب حين اِسْتَنْصَرَ هؤلاء بالمرتزقة في العراق والشام وقد ظنوا أنهم على قدرة من نُصْرَتَهُمْ, وإن المرء لا يستغيث إلاّ بالذي هو من شيعته على الذى هو من عدوه أو ما يظن فلا عجب أبدا في أمرهم فإن مثل هؤلاء الذين يَتَرزَّقون باسم الدين نِطَافٌ خبيثة خرجت من أصلاب رجيمه . فافعلوا ما استطعتم وادعوا من شئتم من أشياعكم واجمعوا وحرضوا واحشدوا فوالله ما لكم من ناصرين ولن تجدوا أبدا لكم في أرضنا حصن ولا ملجأ . فكيف صورت لكم أنفسكم أنكم تدافعون عن الله ورسوله في ملكه وبين الموحدين به ألم يكن حَريّ بكم أن تنصروا الله في أنفسكم أولا حتى ينصركم على الناس ويثبت أقدامكم , ألم يأن لكم أن تعتبروا بنوازل الله عليكم أم أن أعينكم تبيض حين تتجه إلى الحق فلا تزالون تظنون ان الله قد اصطفاكم على الناس وأنما ذلك ابتلاء من الله لكم يرفعكم به فلا والله إنما عميَّت أبصاركم وذهبت عقولكم التي تصَّور لكم أن الله يبتلي مئة من الناس ليكون ذلك وبالا على الآلاف منهم والذين اجتمعوا على الإيمان بالله ورسله . فما ظنكم بنا حتى تخالونا قد نهتدي بما شببتم عليه من أحقاد تثور في صدوركم من غلها كحُمَم ما تمنيتم أكثر من أن تصيبنا من دونكم فنذوب من أثرها حتى ننتهي , أو أن نقتضي بمن علموكم أن تقتلوا كل ما تنفس على الارض أو سعى , هل ظننتم أننا قد نحيا مثلكم بلاعقول تعي ما يُحَاكُ لها وأعين ترى كل ذلك الجَوْر الذي تراه لمجرد رفع الأجفان من فوقها , هل ظننتم بأننا نحيا بلا بصائر تهدينا إلى الفطرة السوية التي أنشأ الله عليها خلقه قاطبة . إن كل ذلك الإجرام ما زادنا منهم إلاَّ نفورا وإعراضا ولم يزدهم يوما إلا دحورا , وإن كل ما أنت قائمون عليه تبَّرَه الله بحوله تتبيرا وما مكركم بعزيز وإنما هو الإعراض والكبر الذي ظللتم عليه عاكفين حتى لم يعد يعرفكم الناس إلاَّ به , فافعلوا ما شئتم فلن تعودوا وإن عدتم فلن تعدل عنكم مصر حتى تقطع منكم كل منال .
|
|
