هناك فرق
الفرق يبدو واضحا بين قناة السويس القديمة والجديدة ، قناة السويس القديمة حفرها ديلسبس
بنظام السخرة وغالبا شارك أجدادنا فى الدقهلية والشرقية فى حفرها فكان يرسل زبانيته ليسوقوا
الفلاحين بالكرباج إلى موقع القناة ، كان أجر العامل فى اليوم قرش صاغ يخصم منه ثمن رغيف
العيش الذى هو جرايته فى اليوم حيث كان غذائه العيش والفجل والجرجير الذى يزرعه بجوار
حدائق الفاكهة التى هى غذاء الأجانب الذين يشرفون على الحفر و يزرعها الفلاحين أيضا ، قناة
السويس القديمة مات من أجل حفرها مائة وعشرون ألفا من أجدادنا وتم بنائها فى أكثر من عشر
سنوات وكانت سببا فى طمع الغرب فى خيراتنا وتكالبه على إستعمارنا وفازت بريطانيا بالوليمة فى
عام 1882 الى أن قامت ثورة يوليو التى كانت سببا فى جلاء المستعمر فى 18 يونيو 1954 وتأميم
القناة فى 23 يوليو 1956 قناتنا الجديدة حفرها شبابنا وعمالنا فى عام واحد أو أقل بالحب وبأموال
البسطاء من الشعب وأستشهد 15 رجلا فقط بسبب حوادث قدرية وكان الكل يتسابق للسفر الى موقع
القناة الجديدة للشد من أزر الرجال وكانت رعاية الله معهم ورعاية الدولة أيضا وكان هناك نظاما صحيا
ورعاية إجتماعية ومرتبات محترمة وسباق من أجل شرف المشاركة فى هذا المشروع التاريخى الكبير .
قناة السويس الجديدة ليست كمثل طشت أم وجدى غنيم التى أساء لها كثيرا بهذا التشبيه وليست
كترعة كل هؤلاء المغرضين الذين فقدوا الولاء لبلدهم التى عاشوا على خيراتها وتعلموا فى مدارسها
وكلياتها بالمجان ، قناتنا الجديدة شريان خير للجميع فى مصر والعالم فهل يعى الخونة والعملاء هذا
الفرق ؟! قديما قالوا اللى ميشفش من الغربال يبقى أعمى وقالوا أيضا إللى إختشوا ماتوا ! وأن
الإحساس نعمة ، لكن مثل هؤلاء فقدوا الإحساس وداسوا على النعمة والوطن .