| موضوع: من فات قديمه تاه .. السبت أكتوبر 17, 2015 9:09 pm |
| من فات قديمه تاه ! حكمة قديمة من قدم هذا الزمان ! هل يعيها أبناء هذا الجيل ؟ أجدادنا قالوها فهل نعيها ؟ أنا شخصيا مغرم بكل ماهو قديم وأعشقه فهو التاريخ وهو العبق والرائحة الجميلة ، هل تعشق ايام زمان مثلى ؟ وهل تحب أن تعيش هذا الزمن الذى أعتبره جميلا وتعتبره أنت وغيرك أيام التخلف والجنيه الجبس ! صحيح على أيامنا لم يكن هناك هذا التقدم المذهل فى كل شيئ ! لم يكن هناك تليفونات محمولة ولا إنترنت ولا فيس بوك ولا تويتر ولا جوجل الذى هو المارد الذى بمجرد أن تطلب منه شيئا يقول لك شبيك لبيك عبدك بين إيديك ، لكنها كانت بالنسبة لنا أياما جميلة نتمنى أن تعود ببساطتها و بصدقها وعاداتها وتقاليدها والوفاء والحب الساكن فى قلوب ناسها ، مشينا بالقبقاب فى شتاء ممطر وفى وحل الشوارع ، وكنا نذهب للكتاتيب مقابل قرش صاغ فى الأسبوع ، وكان هذا القرش الذى لا يعلم هذا الجيل عنه شيئا ذو قيمة كبيرة فكان هو المصروف اليومى فى المرحلة الإعدادية ، وكانت هذه العشرة مليمات تركب منها وتأكل سندوتش يصبرك حتى تعود من المدرسة التى لم يكن فى بلدنا من مراحلها إلا الإلزامى ذو الثلاث سنوات والتكملة فى ميت سلسيل أو منية النصر حيث كان السفر فى هذا القطار الذى كان يسابقه الطلبة ، وفى الشتاء قد يقع من على القضبان فنضطر للمشى هذه المسافة الطويلة على أمثالنا نحن العيال فى هذه السن المبكرة ، ولك أن تتخيل طفل عنده عشر سنوات يذهب يوميا الى منية النصر ويعود منها مع غروب الشمس ، ولولا أننا كنا نذهب كمجموعة ترى ماذا سيكون عليه حالنا ؟! كان التعليم متميزا وليس كهذه الأيام ، لاتوجد دروس خصوصية إلا للمتخلفين دراسيا وكانت المدارس الخاصة فقط لمن لم يحصلوا على مجموع يدخلهم السنوى العام وكل ذلك كان فى مدارس المحافظة بالمنصورة ، لقد تعبنا لنتعلم وتعب أهلنا ليعلمونا ، وكنا قليلون من أصابهم داء التعليم أو من عندهم الدافع أو الإستعداد ، كان السفر مشكلة فالمواصلات شحيحة والطرق ليست هى الطرق التى تراها الآن والمنصورة ليس بها هذه الجامعة بكلياتها المتعددة ، فكانت من الضرورى التوجه لجامعات القاهرة وعين شمس وأسيوط والإسكندرية ، لم يكن هناك غير هذه الجامعات وكانت الغربة والسكن مع الغير من زملاء الدراسة ، وكان العزاب بعيدا عن الأم والأب والأسرة وكان لابد من الإعتماد على النفس وتعلم الطبخ بدلا من أكل الشارع المكلِف ، وكانت الزواَدة التى نستقدمها معنا من بلادنا هى المعين لنا . كان الشلن وهو الخمسة قروش له شنة ورنه تدخل المطعم لتأكل أرز وخضار ولحمة وسلطة وتخرج شبعانا حامدا شاكرا وكان البقشيش تعريفة وهى العملة التى إنقرضت ولمن لا يعرفها هى خمسة مليمات ! لماذا هذا الكلام وهذه الذكريات القديمة التى عاشها جيلى ويعرفها جيدا ؟! لماذا أوجع دماغك بهذا السرد لماض كان وأيام عشناها ومالك أنت وهذه الذكريات التى أتمنى لو تعود رغم مانحن فيه الآن من تقدم فى كل شيئ ورخاء ومواصلات حديثة وفضائيات تنقلك بضغطة زر الى أى مكان فى العالم ونحن فى زماننا لم نعرف بقيام ثورة يوليو 1952 إلا لما رحنا نلعب على المحطة وجاءتنا الأخبار وكنا نعرف نتيجة الإنتخابات البرلمانية من القادمين من المركز ونعرف نتيجة الثانوية العامة من الراديو ونتيجة الكليات من زملاء القاهرة بتليفون أو تلغراف ، لم يكن هناك فيسبوك ولا إنترنت ولا موبيلات ! أعود لزمن فات لتعرفوا وتشكروا الله على ما أنتم فيه أقلها أن المدارس تذهبون اليها فى دقائق وقد يكون بعد أن تسمع من بيتكم جرس المدرسة ، تذهبون اليها مشيا على الأقدام ، المدارس جاءت إليك وتنوعت أيضا ، أتذكر أن كل الذين يدرسوا لنا فى إعدادى منية النصر كانوا من المنصورة وضواحيها وأن الذين كانوا يدرسوا لنا فى المنزلة الثانوية كانوا من القاهرة والقليلين من المنزلة والمطرية ، ولعل شباب البلد بعد ذلك هم الذين يدرسون فى مدارس البلد والبلاد المجاورة . حمدا لله وشكرا أننا مازلنا نعيش بعد كل الصعاب التى واجهناها ومشاكل السفر بعد الفجر وبرودة الجو وشتائه القارص ولباسنا القصير وأجسامنا النحيلة ، إنها ذكريات محفورة فى ذاكرتنا نحن هذا الجيل الذى يحمد الله كثيرا ويحب بلده رغم أنه عاش الحرمان وقلة الإمكانات ، فمن فات قديمه تااااااه .
|
|