إن التاريخ لم يخلد أحدا من البشر إلا من ترك وراءه أثرا مضيئا يهدي الناس في ظلمات الحياة ، والأستاذ / إبراهيم علي الناغي ترك لنا آثارا مضيئة في حياتنا ، فهو أول من أخرج لنا مجلة صوت الرياض يوم أن كان رئيس تحريرها الأستاذ/ أحمد غربة – رحمه الله – وأسكنهما فسيح جناته
ويوم أن قام بتطويرها المهندس / ناجح البيلي ورفاقه الأستاذ محمد الناغي والأستاذ/ جمال أبو الحسن والأستاذ / حلمي طه والأستاذ/ طه أحمد طه معوض والأستاذ / صبري الشربيني وظهرت في ثوبها القشيب ثم رواجها في عهد الأستاذ/ محمد يوسف والأستاذ /مختار السطوحي .
وكانت طفرة ثقافية هائلة شهد بها القاصي والداني ، فقليل منا – أبناء الرياض المخلصين – أن ندين له بالفضل العظيم .
إنه علمنا كيف يكون الحب والانتماء للقرية ، وعلمنا أن من يريد أن يخدم بلدته لا ينظر إلى منصب ، فقد كان يعتبر كل صاحب فكرة جديدة هو رئيس مجلس الإدارة بل هو أعظم من ذلك ، لأنه يحمل فكرا ويبذل جهدا مخلصا ويباشر العمل لحظة بلحظة جنبا إلى جنب .
لقد كان شريكا مخلصا للمفكرين ورائدا للشعراء والأدباء ، وملهما للشباب
مضحيا بكل شيء من أجل الوطن
ولا أنسى يوم أن فزت بالمركز الأول على الجمهورية في الشعر وجاء رفيقا لي إلى المنصورة ثم القاهرة ليقول لهم : إنه ابن الرياض الولادة بالمبدعين وكان حضوره وسام شرف على صدورنا .
إنه كان يجلس في ساعات متأخرة من الليل ينتظر قدومي أمام البيت ومعه رفاقه قائلا لي : أعانك الله ولكننا نريدك غدا في مهمة عظيمة لصالح بلدتنا وأنا لا أثق إلا فيك أيها الابن المخلص .
كم كانت كلماته تسعدني ... كم كان شامخا بكل ما تحمل الكلمة من بعيد
إنه ترك العمل الشعبي وزهد في المحليات والمناصب ولكنه لم ينس الرياض حتى آخر لحظة في حياته .
ورحل الوفي الأمين ... ولكنه لم يرحل ولن يموت ، إنه باق بقاء الشمس والقمر ، وسيبقى في شريان حياتنا أبد الدهر على مر الزمن .
لن تموت ، فالأعمال العظيمة لا يموت أصحابها .
محمد يوسف