الشهيد على ديبو
بسم الله الرحمن الرحيم ,, ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ،، صدق الله العظيم * كان الشهيد على أحمد حسن ديبو وهذا إسمه بالكامل إنسانا بمعنى الكلمة ، ومنذ طفولته كان جريئا جسورا ، ولعل والده قد ساهم فى ذلك فلقد كان رحمه الله يطلب منه ألا يعود الى المنزل باكيا لأن فلان ضربه أو أصابه بمكروه وكان يطلب منه أن يأخذ حقه وسيتكفل هو بسداد أى غرامات قد تفرض عليه بسبب أى إصابات أو جروح أو كسسور لاقدر الله ، ولقد كنت حاضرا لمثل هذه الحوادث وكان لضحايا المرحوم على ديبو إشتراكا دائما عند أحمد العيوطى حلاق الصحة فى ذلك الوقت . * حصل على الإعدادية من مدرسة منية النصر وكان فذا فى مادة الحساب فكان يحل المسألة فى مخة فى خطوة واحدة ويعطى المدرس الإجابة فورا لست أدرى كيف !! *حصل على دبلوم التجارة من مدرسة التجارة الثانوية بالمنصورة حيث لم يكن هناك تعليم تجارى فى ذلك الوقت إلا فى العاصمة . *شاركنى على ديبو فى تأسيس نادى النصر الرياضى وكان أمينا لصندوقه وحارسا لمرمى فريق كرة القدم فيه ، وأعترف بأنه كان نعم الأخ والصديق والأمين على كل شيئ فى النادى ، وكان يبيت أحيانا على كنبه خلف باب النادى لحراسته ، كما أعترف بأنه كان من أعز الأصدقاء الذين عرفتهم فى حياتى ، وكان وفيا لى بالذات لأبعد الحدود لا يرفض لى طلبا ،وكان مرافقا لى لا يتركنى إلا وقت النوم وكم مشينا على الزراعية المكان الوحيد الذى كان يتسع لنا نحن شباب البلد لنحكى حكاياتنا البسيطة البريئة وأحلامنا الشبابية .
* عمل الشهيد على ديبو فى مديرية الشباب والرياضة بالمنزلة الى أن تم تجنيده ولحسن الحظ كان يعمل مع زملاء لى بالمنزلة الثانوية حيث كان التواصل من خلاله مع زملاء الدراسة فى هذا البلد الذى له فى قلبى ولزملاء الدراسة معزة خاصة . * كان الشهيد على ديبو إنسانا بمعنى الكلمة ، صديقا وفيا لأبعد الحدود ، تجده بجانبك فى الأفراح والأتراح ، شهما ورجلا والرجال فى هذه الدنيا قليلون *كان يزورنى فى القاهرة كلما كان ينزل أجازة أو وهو عائد من البلد لوحدته العسكرية لنعيش ذكريات الطفولة والشباب وخاصة عندما كنت أزوره وزملاء السكن من البلد بعد مباريات كرة القدم لفريق المنزلة الثانوية حيث كانوا يحضرون لتشجيعى وكنت أبيت معهم هذه الليلة بعد إستئذان مدرسة التربية الرياضية ، وكان ومن معه مثل الأستاذ محى الدين ابوالنور والمرحوم الأستاذ محمد على عبد الحليم والمرحوم الأستاذ عماد خضروالدكتور عبدالله الخراشى يقومون بالواجب فى فسحة جميلة فى النيل أوعلى كوبرى طلخا والكورنيش ولامانع من دخول سينما وعشاء جميل. * لقد أستشهد على ديبو فى حرب أكتوبر 1973 حرب الكرامة وتحرير الأرض التى إحتلها الصهاينة فيما يسمى بنكسة يونيو 1967 ،وأستشهد وهو لم يتجاوز عمره واحد وثلاثون عاما قبل أن يتزوج ولفد فاتحته كثيرا عندما كنا نتقابل لكنه كان يؤجل هذا المشروع الى ما بعد تحرير الأرض والعرض . .
* كان حزنى بلا حدود على إستشهاد صديق عمر وزميل طفولة وشباب عشنا معا أياما حلوة ومرة ولحظات كفاح قى نادى النصر الذى كان نادى لكل شباب الصوابر. * كم كانت فرحتى بلا حدود عندما أصر رجال وشباب الحارة على إطلاق إسمه على المدرسة الإبتدائية فى ميدان الشعب الذى كان بركة كبيرة وتم ردمها عام 1966بواسطة منظمة الشباب الإشتراكى فى الدقهلية وبمعاونة شباب وعائلات الحارة ، وكم كان حزنى عظيما عندما علمت أن بعض المنافقين قد طلبوا تغيير إسم المدرسة
لمدرسة حسنى مبارك وكأن مبارك كان ناقص مدرسة الشهيد حتى يوضع إسمه عليها ، وكانت فرحتى لا توصف عندما قامت الثورة وتم إعادة الحق لصاحبه وعاد إسم الشهيد على ديبو ليزين واجهة المدرسة .
* رحم الله الشهيد على ديبو الصديق الحميم وعزائى أنه رحل من دنيا الباطل الى دار الحق ورحل شهيدا والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون .
صديق الطفولة والشباب
سيد داود عضو إتحاد كتاب مصر