حمام حبنا
عودة الى الزمن الجميل .. نحن الآن شباب هذا الجيل فى البلد الصغير الكبير ، لم يكن يتعلم
فى بلدنا الا القليل من الشباب ، كلنا أصحاب نلتقى ليلا على الزراعية نتمشى جماعات أونلتقى
على قهوة عبد الفتاح على البحر القديم أوبالنهار فى النادى ، فماذا نفعل نحن الشباب بعد وقت
الظهيرة ؟ كنا نتفق مع بعضنا للذهاب للبحر الجديد فلقد كبرنا على البحر القديم الذى كان
بين البلدين ، شلة النادى ابراهيم طاحون والعربى الناغى وابراهيم وعبده يوسف السعيد
ومحى الدين ابوالنور وعلى ديبو وعماد خضر وعوض الناغى وأنا وغيرنا من شباب البلد .
نتجمع على شاطئ البحر ، كان لباسنا الجلاليب فنخلعها ونروح نجرى على الشاطئ حتى
منتصف المسافة بين البلد وكفر علام ثم نرمى بأنفسنا من على الكوبرى فى البحر ونعوم حتى
البلد فى سباق وتنافس جميل .
لم تكن المايوهات قد ظهرت بعد فكنا أحيانا ننزل عراة كما ولدتنا أمهاتنا فالبحر يحتوينا
ولا يظهر عوراتنا ، أو كنا نلبس هذا الكلسون القصير، كنا سعداء فلم يكن أمامنا سوى
هذا البحر بطميه الغزير أيامها وقبل إنشاء السد العالى ، لم تكن المياه النقية قد دخلت
البيوت بعد ولا الكهرباء وكنا قانعون وراضون وسعداء .
البحر بالنسبة لنا هو المصيف وهو رأس البر أو إسكندرية فلم تكن جمصة قد ظهرت
بعد ، لم تكن الرطوبة ولا الحرارة بهذا الشكل ولم تكن هناك مراوح ولا تكييف فالجو
كان يطاق وليس كما نرى اليوم .
لقد كان البحر الحاضن لطموحاتنا فيه نمرح ونلعب وعلى شاطئه نجرى ناهيك
عن الفصول البايخة من بعض الأصدقاء الذين كانوا يخبئون ملابس البعض فى
إحدى العشش الموجودة على الشاطئ ، وكان ابراهيم يوسف السعيد والعربى
الناغى يجيدان المصارعة اليابانى فيتباريان وسط تشجيعنا وحبنا الذى كان
هو شعار المرحلة .
تركنا البلد سعيا وراء لقمة العيش ورحلنا للقاهرة وكان لابد بعد أن رزقنا الله
بالعيال من الإشتراك فى ناد من أجلهم فكان نادى النصر ثم مدينة نصر حيث
حمامات السباحة و المياه الصافية الزرقاء والتى تعقم بالكلور وبها شفاطات
لتغيير المياه وخلافة ومنطات على أدوار للتدريب على القفز بديلا عن الكوبرى
فى بلدنا وغرف لخلع الملابس ومياه ساخنة وباردة وشامبو وشماعات لتعليق
الملابس وعامل لنظافة هذه الغرف وحراسة الملابس أيضا ، وما عليك إلا أن
تحمل معك شنطتك الرياضية وبها فوطتك ، هذا بخلاف الأدشاش الموجودة
بجوار حمامات السباحة ومدربين ومشرفين ، تذكرت أيامنا القديمة على شط
نيل بلدنا مع الأصدقاء وكيف كنا نعيش وأقول الحمد لله الذى أحيانا لنرى ونعيش
ونعايش ونتعايش مع نعم الله التى لا تعد ولا تحصى وينعم بها ويتعايش أولادنا وأحفادنا .