مطرب المقشة
بعد إلتحاقى وتدريبى للعمل بالحركة الخارجية ( الإتصالات الدولية ) ،كان العمل بنظام
المجموعات ، كنت فى المجموعة السابعة ومعى زملاء برضة سبعة ، كان لكل مجموعة
يوم تسهر فيه من الثانية عشر مساء حتى الصباح ، كان معنا زميلنا إسماعيل من
بنها ، كان يسافر يومميا لذلك كان غير مهندم ، لو رأيته لظننته إسماعيل ياسين أو
كبير الرحيمية جبلى، كرشه أمامه تظنه لأول وهلة أنه قد بلع بطيخة صحيحة ، قصر
قامته علاوة على صلعته جعلت منه صورة كاريكاتورية فريدة ، حبه للغناء وخاصة
أغانى عبد الحليم حافظ فى ذلك الوقت من عام 66 جعل منه أضحوكة فى سهر الليالى .
كان لنا زميل قاهرى إسمه فاروق ، نجح فى إقناع سمعه هذا أنه شبيه بعبد الحليم حافظ
وأن صوته لا يقل عنه حلاوة ولو كان قد وجد من يكتشقه ويقدمه للناس لنال حظا أوفر
وكان مكانه الآن فى الحفلات وأضواء المدينة يحصد الأموال ، المسكين صدًق كلام
فاروق الذى طلب منه أن يسمعنا أغنيه لعبد الحليم حافظ ولتكن أغنية فوق الشوك
مشانى زمانى ، قال إسماعيل كيف أغنى بدون ميكرفون ؟ أجابه فاروق المطرب
المتمكن يغنى بدون ميكروفون ثم يافنان تخيل نفسك ماسكا ميكروفون وأشجنا وراح
وجرى وسحب مقشة من خلف الدولاب وأعطاها له قائلا أطربنا !!
راح إسماعيل يغنى فوق الشوك مشانى زمانى وقاللى تعالى نروح للحب ، وراح
يتمايل ونحن معه نمثل الهيام ونروح يمينا وشمالا وراح زميلنا محمد يبكى تؤثرا
وبعد إنتهاء سمعه من الغناء وبناء على طلب الجماهير المتعطشة لسماع صوته الذى
تهرب منه الصراصير الى المجارى راح يغنى صافينى مرة ونحن نتمايل الى أن
طلع الفجر علينا فاكتفينا بهذا القدر الى مساء آخر يكون سمعه نجم سهرة أخرى .
يقابلنى فى كل صلاة فى المنطقة التى أسكن فيها رجلا الخالق الناطق إسماعيل
بكرشة الذى يتقدمه وصلعته الناصعة ووجهه وشفاتيرة ، فكرت أن أسأله إن
كان له أخا يدعى إسماعيل لكننى ترددت ، يارب قد يكون هو إسماعيل نفسه
بشحمه ولحمه !!؟ لو كان هو لعرفنى ونعود نجتر زكريات ليالى عبد الحليم
وسهر الليالى ، قد تكون عندى الشجاعة يوما فأسأل هذا الرجل عندما يصلى
بجانبى ونتبادل السلام وتقبل الله ، ما رأيك هل ألبس ثوب الشجاعة وأسأله
أم أهيل على الماضى التراب وأعيش على الذكريات الحلوة فى أيام الزمن الجميل ؟