الخروف وأنا
قبل أن تقرا وتسأل لماذا جاء الخروف قبلى فى العنوان ؟
أجيبك إنه بطل الحكاية ليس إلا !!
لم اكن أدرى أن هذا الخروف الشقى سيغدر بى ويجعل منى أضحوكة
بين سكان العمارة ، ولم أكن أعرف أن هناك خرافا لها علاقات غرامية
وعيونها زايغة وتغازل خراف الجيران مثل البنى آدميين ، ولأننى قروى
ساذج وليس لى أدنى فكرة بشراء الخراف فلقد لجأت لأحد الأصدقاء الذى
عرفت منه أن والده كان جزارا بقريته ، الذى أخذنى لجزار معرفة لشراء
خروفان واحد له والآخر لى ، كانت لى تجربة سابقة مع جزار ذهبت له
بتوصية من صديق كان زبونا عنده ، حتى الجزارين نذهب لهم
بتوصية ، وللأسف خدت مقلب العمر فالعجل الذى إشتركت فيه أنا
وأولادى طلع مقلب . كان من الطبيعى أن ألجأ لخبير ، وهاهو الخروف
قد جاء ومعه حزمة برسيم ، وهاهو قد حل ضيفا على منور العمارة
وفى حراسة البواب الذى سينال نصيبه مضاعفا ، وكان من الضرورى
أن أمر فى خروجى وعودتى لأطمئن على الخروف الذى كان كلما يرانى
يرتفع صوته وكأنه يستنجد بى أو يستعطفنى أن أتركه يذهب لحال
سبيله ، ولكن هيهات فلقد دفعت فيه الشيئ الفلانى .
بعد يومين من تشريف الخروف وبينما كنت أمر للإطمئنان
عليه لم أجده ، سألت البواب وعرفت منه أنه فوجئ مثلى بعدم
وجوده عندما ذهب ليقدم له طعام الفطور، ورحت أسأل الجيران
الذين فالوا لى أنهم رأوه يمشى خلف نعجة ثمينة فى الشارع
الخلفى ، ورحت أسأل كل من يقابلنى وأدلى له بأوصافه ، وكانوا
ينظرون الى نظرة إستغراب ، وكيف لى أن أسأل عن خروف وما هى
أوصافه فكل الخراف تتشابه فلها قرنين وتلبس غطاء صوفى وكلها
تقول ماء .. ماء ، وكنت أمشى ذاهبا لشارع آخر لألقى نفس الرسالة
التى تقول إستعوض ربك وعد الى أولادك ووفر وقتك ومجهودك
وروح إشترى خروفا آخر بس إحبسه فى الحمام !!
أسر لى أحد الخبثاء أنه الخروف قد عاد الى الجزار أو من سرقه
قد باعه له ، رحت أستكشف الأمر ولما سألته قال لى إذا أردت فإبحث
عنه بين هذه الخراف !! وما باليد حيلة تم شراء خروف بديلا عن
الذى شرخ مع هذه النعجة الثمينة التى يبدو أن هناك علاقة غرامية
سابقة معها ، كان من الضرورى أن أطلب من الجزار أن يراعينى
بعض الشيئ لكن هيهات أن يحدث ذلك فهذا موسم ، لكنه وعلشان
خاطر جنابى عرض على أن يستضيفه عنده ليوم العيد وسيقوم بذبحه
على أن يحصل على الفروة والليه والكوارع ، ولم يكن عندى أى مانع
فأنا لست من هواة أكلهم ولأنه لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين وافقت .
وها أنذا أنتظر اليوم الموعود وإدعوا معى أن أراه لأشفى غليلى وأراه
مذبوحا أمامى .