[size=35]نار يا حبيبى نار[/size]
من منا لم يعش قصة حب طفولى أو شبابى حتى لو كانت من طرف واحد ، ومن
منا لم يسهر الليالى الطوال يناجى الحبيب ، أو سهر مع عبد الحليم حافظ الذى أطربنا
وأمتعنا فى شبابنا وعشنا معه أحلى لحظات حياتنا و لحظات حبنا وهيامنا ، غنينا له
ومعه أغانى الحب والهيام وأغانى الإنكسار ثم أغانى الإنتصار صحونا على أغنياته
الحالمة ونمنا على صوته الشجى ، لكن أغنيته الخالدة .. نار يا حبيبى نار، وآه لو
تعرف إللى أنا فيه والشوق اللى غلبت أداريه كان قلبك يسهر لياليه مع قلبى ويقوله آه
يا حبيبى .. أه ياحبيبى بحبك .. ذكريات .
طيب هنلاقيها من حرارة الجو التى قتلت العشرات وأصابت المئات بضربات شمس
ولا من الأسعار ؟! ولعلك ترددها معى الآن بسبب الإرتفاع الجنونى فى الأسعار
ونهديها طبعا لكافة المسئولين عنا والتى هى خير دليل على ما نعيشه الآن فكل شيئ
صار فوق طاقة المواطن العادى وغير العادى ، ويحتاج الى كل عربات المطافى
على مستوى العالم لتطفئ لهيب الأسعار الذى لا ينطفئ بل يزداد إشتعالا وكأننا
نطفئ النار بالبنزين وليس بالماء ، وأنت خير من يصرخ وأنت تنكوى بنار
الأسعار يوما بعد يوم ولعلك مثلى تقاوم بالبقية الباقية عندك من الصبر الذى
إكتسبته من الماضى أيام ربط الحزام .والحروب التى عاشتها مصر أيام كان
لاصوت يعلو على صوت المعركة والأيام السودة التى لم يعشها شباب هذه الأيام .
ولأن السوق صار مجنونا وتتغير الأسعار فيه كل ساعة وليس كل يوم ،وقد
نصل لليوم الذى نشترى فيه الخضار والفاكهة بالعدد وليس بالكيلو، ولعلك عاصرت
مثلى عهد إشتراكية عبد الناصر الذى كانت السوق فيه تحت سيطرة الحكومة وكانت
هناك قائمة يومية لأسعار الخضر والفاكهة لا يستطيع أى تاجر أن يبيع بأغلى من
هذه التسعيرة الجبرية ، وكنت ترى السعر فوق كل سلعة وياليله وسواد ليله من
يبيع بزيادة قرش تعريفة فمصيرة السجن ، لكن ما نراه الآن من إقتصاد حر وكل
واحد يبيع بالسعر الذى يريده هو وإذا كان عاجبك ، وعلى المتضرر أن يخبط
رأسه فى أقرب حائط .
ولعلك قرأت عن هذا الرجل الذى تخلص من حياته لأنه صار غير قادر على إعالة
أسرته فمرتبه يا ولداه حاجة تكسف ، وهذا المدير العام الذى تم القبض عليه يتسول
فى الشوارع ولما إكتشفوا وظيفته وسألوه عن السبب فرد كيف لى بهذا المرتب المتدنى
أن أعيش وأربى أولادى الجامعيين، وأعتقد أنهم قدروا ظروفه وأفرجوا عنه ، ولعلك
قد قرأت الفتوى التى تقول أن وكيل الوزارة يعتبر من مستحقى الزكاة .
ويبدو أننا صرنا لا نساوى شيئا فى هذا الزمن ولم نعد الأولى بالرعاية وأننا سنظل
نغنى طول العمر هذه الأغنية التى كنا نغنيها فى شبابنا من أجل الحبيب ولوعة الفراق
وعندما كنا نبثه الشوق والغرام ونصرخ نار يا حبيبى نار.. أه لو شفت اللى أنا فيه
والجوع اللى غلبت أداريه .. كان قلبك يسهر لياليه مع قلبى ويقوله أه يا حبيبى ، ويبدو
أننا سنغنيها كثيرا هذه الأيام وستكون النشيد القومى واليومى مصحوبة بأغنية أم كلثوم
الخالدة.. وعايزنا نرجع زى زمان .. قل للزمان إرجع يا زمان .
والى أن تعود الأسعارالى رشدها وكذلك باقى الخضروات التى لا نستوردها بل نزرعها
فى أرضنا الطيبة أو التى كانت طيبة بناسها الحلوين الغير جشعين اللى كان المليان فيهم
يكب على الفاضى ، والى أن تكبح الحكومة جماح الأسعار وتعود لحالتها القديمة
فنحن مرفوعين من الخدمة أو مضطرين لشراء ما يسد جوعنا لأن الجوع كافر كما
تعلم ، وقلبى مع الغلابة المطحونين فى الأرض الذين صاروا يعيشون تحت خط
الفقر بسبب هذه الأسعار المجنونة التى لا أحد يريد أو يستطيع أن يوقف سعارها
وصار الكل يغنى ظلموه ..ظلموه البطن الخالى ظلموه ..جوًعوه ولما إفتكروا
يشبًعوه .. نسيوه .. ظلموووه..ظلموووه .
موضوع: نار يا حبيبى نار 
السبت أبريل 30, 2016 10:10 pm
