على الرغم مما لاقاه من المتاعب والاهوال فى احراش برمبال فقد قرر ابن بطوطه ان يعود للزياره وكنت فى شرف استقباله فى مدخل الحاره وانا اتوجس خيفه ..فلم تكن الطرقات نظيفه..وكانت نساء الحاره يعقدن اجتماعهن اليومى على احدى المصاطب وكن يناقشن قضية الساعه وهى انقطاع التيار الكهربائى لليوم العاشر على التوالى..لم يصدق صديقى الرحاله هذه الحاله..فاقسمت له بالغالى وبالضغط العالى ان التيار غائب منذ اكثر من عشر ليالى.. لم نشاهد طلعته البهيه..ولم نتفرج على نشرة اخبار اوتمثيليه كل هذا والمسؤلون عن الكهرباء لا يشعرون ..لان سكان الحارة طيبون ولا يشتكون ويفكرون ويتساءلون عن المسئول من يكون..فانزعج ابن بطوطه وقال..وكيف تتابع اخبار يلتسين وما يفعله فى الشيشان..وما يحدث للمسلمين فى البلقان..وحركة الطالبان التى ظهرت فى افغانستان..وكيف تحتملون الظلام وغياب النور ..وكيف تديرون للمياه الموتور..قلت له يرحمنا الله..لقد استعنا بلمبة الجاز والشموع..ورضينا بالامر الواقع والخضوع..وعدنا لبراءة ايام الماضى الجميل..نجلس فى ضوء القمر والنجوم..ولا نشغل قلوبنا بهذه الهموم..فبادرنى ابن بطوطه قائلا..يمكنك الاعتماد على الصحف..قلت له.. سنحتفل غدا بذكرى الاربعين قرشا التى حطمت الجيوب ومزقت القلوب..وجعلتنا للاسف نقلع عن عادة قراءة الصحف..وبعد وقت قصير طلب ابن بطوطه ان يعود الى زمنه القديم لانه لا يتحمل كل هذا التخلف والسلبيه واللا مبالاه..وودعت صديقى الرحاله ..الذى لا يعلم شيئا عن هموم الفقر والبطاله..وعدت الى حجرة الظلام ..لاشعل شمعه.. اطفاتها على الفور من العين دمعه. حسين ناجح برمبال القديمه 1992

 

كنت أتمنى أن يجلس حتى يأتى المسـاء
ويرى بأم عينيـه كيف يعيـش الأبنــــاء
فلم تذكر أخى الأستاذ فضل اللمبة أم جاز
ولا اللمبة أم فتله ولا السهارى يا أستاذ
ولا الكلوب اللى كان بيشتغل بالرتينة كمان
كنت أتمنى أن يمشى بعد العشا بلحظات
ويعرف كتير عن بلدنا اللى خرجت علماء
ذاكروا على السهارى قبل اللمبة أم جاز
وكانوا متفوقين ومن الأوائل كمان
وحصلوا على أعلى المراتب ونالوا أعلى الشهادات
ليتها كانت دامت حياة اللمبة أم جاز
لتخرج لنا العلما وأصحاب المهارات
ولا كنا شفنا بلطجية ولا أرباب العصابات

وأخيرا جزاكم الله خيرا أستاذ حسين على أن ذكرتنا بما مضى من أيام الصبا وفى انتظار مزيد من حكايات ابن بطوطه .

 

مما لاشك فيه ان هذه الاحداث من الاحداث التى كانت فى الماضى القريب الى اننا جميعا مررنا ببعض الاحداث وتلك هى ما ذكرها لنا الشاعر المصرىولاكن قد تحسن الوضع منذ اعوام واصبح الحال على ما يرام نشكر الشاعر المصرى الذى ذهب بنا الى الماضى القريب بتلك الذكريات

 

كلما رن الهاتف الخاص بى هذه الايام ..اتوقع مكالمة من صديقى الرحاله ابن بطوطه ..فبلا شك قد وصلته اخبار الازمه الكهربائيه..التى تحل بمصرنا العزيزه هذه الايام..ولم تفرق بين ارقى الاحياء فى مدينة نصر فى القاهره وعزبة لندن المجاوره لعزبة المسايره ..فليطمئن صديقى الرحاله ان الانقطاع لا يدوم سوى ساعات قليله..نسترجع فيها الذكريات.. ونستمع فيها الى الراديو ابو حجاره ونشاهد وجه القمر المكتمل فى السماء..ونرتاح قليلا من الموجات الكهرو مغناطيسيه التى تحيط بنا فى كل مكان..ونترقب بسعاده صيحة الفرح المعتاده التى يطلقها الاطفال الذين لم يناموا بعد حين يعود التيار..وحين تعود الحياه من القرون الوسطى الى القرن الحادى والعشرين..حيث لايستطيع اكثر الرجال وقارا.. ان يمنع نفسه من الصياح فرحا..هييييييييييييييييييييييييييييييه.مع تحياتى.حسين ناجح

 

اخي الاستاذ حسين
تاكيدا لصيحة الاطفال كانوا يقولون هييييييييييييييه النور ايجه
ولكن اذا قام ابن بطوطه الان بالاتصال بكم فتعتقد عن ماذا سيحدثك عن الكهرباء ام الماء ام الهواء ام الغذاء ام الصحة ام ماذا

 

اخى العزيز..ابو حمزه..لقد وصلنى اعتذار من الرحاله ابن بطوطه عن زيارتنا فى هذه الايام فهو لن يتحمل هذا الحر الخليجى فى برمبال.. ولن يتحمل انقطاع الماء والكهرباء..ويختلف معى فى ان انقطاع التيار يخلق جوا رومانسيا..ويطلب منى بالحاح ان ابتعد تماما عن التاثر اوالتفاعل مع الحدث المرتقب وهو الانتخابات البرلمانيه..وان امتنع تماماعن التعليق اوالكلام المباح..ويدعونى الى زيارة زمنه القديم..الذى هو اكثر نقاءا وصدقا وتحضرا..ما رايك يا اخى ان تصحبنى فى هذه الزياره. حسين.

 

كنت اود اخي الاستاذ حسين ان اصحبك في هذه الزياره ولكن لايجب ان نفر من واقعنا الي واقع آخر غير متاح غارقين في تخيلاتنا بهذا الواقع وعلينا ان نواجه واقعنا بمزاياه وعيوبه ونحاول ان نكيف انفسنا معه ونحاول ان نغير مايستحق التغيير لذلك أخي العزيز أعتذر عن هذه الرحلة أما بخصوص طلب ابن بطوطه بالبعد عن حدث الانتخابات فأنا معك ومعه في هذا