تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
هل من مبادر؟
تحدثنا في الحلقة النقاشية الأولى حول ثلاثة منافذ هامة يمكن أن تساهم في تطوير المجتمع الصغير الذي نعيش فيه ويمكنها أن تلعب دورا ايجابيا في التغيير الذي نسعى اليه من أجل صالح قريتنا الصغيرة ووطننا الكبير ألا وهي المسجد , والمدرسة , ومركز الشباب . . . وتحدث البعض عن تصوراتهم للدور الايجابي الذي يمكن أـن يقوم به المسجد وكذلك مركز الشباب , وفي الحقيقة أردت في هذه المساهمة أن اعرض لدور المدرسة الرجو في بلدنا برمبال والرياض .
ولكي نبدأ علينا إن نعترف أن لدينا عددا من الآفات المزمنة في مجال التربية والتعليم , وانه آن الأوان أن يلبس كل غيور لأمته لمحاربة هذه الظواهر السلبية في بلادنا ومن أهم هذه الآفات :
1. غياب التربية المنهجية عن معظم مؤسساتنا التعليمية .
2. انعدام المردود المرجو من العملية التعليمية .
3. الفصل المقيت بين التربية والتعليم .
4. هيمنة الشأن التعليمي علي الشأن التربوي والأخلاقي في مؤسساتنا التعليمية .
إن هذه الآفات – وغيرها - تساهم بقوة في عرقلة النهضة التي نرجوها لبلادنا والانطلاقة التي نرجوها لمجتمعاتنا . لذا اذكر زملائي فرسان الميدان من المعلمين والمعلمات المرابطين في فصولنا الدراسية أن يعملوا على تقويم هذا الاعوجاج و تغير هذا الواقع الأليم . وبداية العلاج أن نضع أيدينا على الداء .
فكما هو معلوم أن العملية التعليمية تنقسم إلى شقين لا ينفصلان : شق التربية وشق التعليم . والراصد يرى أن التربية الحقة مع التعليم الحق ما اجتمعا في أمة من الأمم إلا وكانا من أسباب نهوض هذه الأمة ورقيها .و اليوم ونحن نفكر في النهوض من كبوتنا لا مناص أمامنا إلا التركيز على القاصد : مقاصد التربية, ومقاصد التعليم .
. فلابد ان نتذكر – أباء ومعلمين - إن أهم مقصد من مقاصد التربية في جميع أشكالها ومراحلها هو تربية الضمير عند أبنائنا. وهذا هدف عريض عريض عريض يجب أن يبرز أمامنا دائما ولا يغيب .
ولتحقيق ذلك فعلى كل معلم ومعلمة أن يجتهد في تربية أبنائه على :
1- إحياء ثقافة المراقبة والمحاسبة الذاتية فكرا , وجسدا , وروحا عند أبنائنا الطلبة والطالبات ،
2- تربية الوازع الديني المرتبط بالإيمان بالله تعالى المتصف بكل صفات الكمال، المنزه عن صفات النقص، وأنه سبحانه الذي يحاسب على كل صغيرة وكبيرة .
3- إحياء الضمير الذاتي، والوازع الداخلي عند الطلبة والطالبات بحيث يصبح هذا الضمير حارسا على تصرفاتهم والرقيب على أعمالهم في السر والعلن، حتى يصلوا إلى مرتبة الإحسان: "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " "رواه مسلم"
4- إيقاظ حس الضمير والمحاسبة الذاتية عند أبنائنا الطلبة والطالبات .
5- تربية الطلاب على الانطلاق ذاتيا إلى فعل كل خير وفضيلة , والبعد عن كل شر ورذيلة .
فعلى كل معلم ألا ينسى العنصر التروي أثناء العملية التعليمية فهو عنصر معتبر يمهد الأرض ويحرثها أمام المربين والمعلمين ليسهل عليهم الجانب التعليمي فيها الزرع والغرس , علينا ألا نسمح بطغيان الشأن التعليمي على الشأن التربوي أو العكس ,بل ليسيرا جنبا إلى جنب .
وإذا انتقلنا إلي مقاصد الشق الثاني من العملية التعليمية ألا وهو التعليم , فلا يخفى على فرسان الميدان أن أهم مقصد من مقاصد التعليم أن ننمي مهارات التفكير عند أبنائنا من خلال تشجيعهم على ممارسة المهارات التي تزيد التفكير عندهم وتنميه مثل : التحليل . والتصنيف , والتركيب , واتخاذ القرار الخ. .فدور المعلم الأهم داخل غرف الدرس هو أن يشجع طلابه على ممارسة التفكير وليس غير ذلك . وهذا أيضا هدف كبير كبير كبير يجب ألا يغيب عن أذهاننا آباءً ومعلين ومربين .
خلاصة القول :
إذا كان المقصد الأهم من التربية هو تربية الضمير , فإن المقصد الأهم من التعليم هو تنمية التفكير عند أبنائنا . وما بين تربية الضمير , وتنمية التفكير يكمن عز الأمة وشرفها , والنهضة التي عنها نبحث . فهل من مبادر؟