تان .. تان .. تي

موضوع: تان .. تان .. تي الإثنين أبريل 26, 2010 11:25 pm

تان .. تان .. تي

بخطى مسرعة انطلقت تنهب الطريق نهبا . براءة وجهها تعكس مرارة ما يدور هناك . انطلقت وبقايا دموع تلمع في عيونها . فالمرض - هناك ينهش في (الجسد المريض). أخذت تردد اسم العلاج خوفا من ضياعه من ذاكرتها لكونها تدرك خطورة الأمر :

• نوفالجين ............. .نوفالجين
• نوفالجين ...............نوفالجين.

لم تعط اهتماما لكل ما يدور حولها في ميدان السوق الذي بدأ يستقبل رواده من الباعة والجزارين استعدا لسوق الخميس في الغد . فلم يكن يشغلها سوى ترديد الاسم والجسد المريض .
• نوفالجين ............. .نوفالجين
• نوفالجين ...............نوفالجين

في منتصف الطريق دب التعب في قلبها . زاغت نظراتها ، تشتت تفكيرها، وأخذت خطواتها في التمهل وهي تنظر إلى الصبايا وهن يغسلن أوعيتهم على ( شط المشروع) .

• نو..فا.. لجين نو..فا..لجين نو... فا.... لجين .

شلة من أطفال (مدرسة الحرية الابتدائية ) قابلوها أثناء خروجهم من مدرستهم . نظرت أليهم، أعجبتها دقاتهم على حقائب كتبهم، و إنشادهم الجماعي المنتظم:

• سنه أولى . .
• تاكل فوله ..
• وتتحلى ..
• بالحمارة ...
• المفجورة .

ولما كانت من تلاميذ سنة أولى بمدرسة ( المشتركة الابتدائية ) ثارت ، وهاجت ، وماجت وهبت ترد في عناد وقوة :

• يابتـوع الظهر يا حرامية
• سرقتم مني الجلابية .

ولما كان عددهم كبير . وحناجرهم أعلى من أن يسمع صوتها . لم ينتبه إليها منهم أحد . فانطلقت تخترق السوق إلى مقصدها وهي تردد :

• نوفالجين .. تان .تان ..تي
• نوفالجين .. تان .تان ..تي
• تان .تان ..تي .
• تان .تان ..تي

قبل أن تغيب بخطاها الراقصة قابلتها شلة أخرى . هدأت من سرعتها . استجمعت قواها لترد أية إهانة قد توجه إليها من (بتوع الظهر الحرامية ). ولما اقتربت منهم .. انفجر من بينهم صوت واعد تملأه نبرات التحدي وهو يسال زملائه:

نابليون فرخة وديك وضح ذلك ؟ ؟؟

سمعت كلاما كثيرا عن يافا ، وحيفا , وعكا لم تدرك منه شيئا . ولما لم تجد ما يمس كرامتها انطلقت إلي مقصدها بخطاها الراقصة ، ولسانها يردد :

• تان .تان .تي . نابليون .
• تان .تان .تي . نابليون .
• تان .تان .تي.
• تان .تان .تي.

انطلقت ومازال آخر سؤال سمعته منهم يلمع في مخيلتها:

• كم نسبة الأكسجين في الهواء ؟؟؟؟

بخطى راقصة انطلقت إلى صيدلية الرحمة (بالبر التاني )، ونداءات السائقين و التباعين تملأ ميدان المحطة بأصواتهم الصاخبة :

• (كفر علام ,, ميت الخولي .. دكرنس ) .
• (الكردي .. الجمالية.. المنزلة) .

انتظرت مرور (الديزل ) ، ثم عبرت الأسفلت وهي تردد :

• أكسجين ..تان ..تان .تي
• اكسجين ..تان ..تان .تي
• تان ..تان .تي
• تان ..تان .تي .

وصلت ، وهناك- - سألها :
• ماذا تريدين ؟
• أريد .. أريد ..اريد ..
• ......................................!!
• ...................................!!!!
• ماذا تريدين ؟
• أريد .. أريد ..اريد...............
لقد تذكرت . لقد تذكرت ،
أريد نابليون ، نعم.. نعم. .نابليون .
• ......................................!!
• لا . .لا ..أكسجين.....أكسجين

أمارات دهشة ارتسمت على وجهه ، تركها ، انصرف ، تابع عمله ، انتحت جانبا، ملأت الدموع عينيها , أخذت تتذكر. وكل أمارات حزن عجائز قريتنا نبتت على وجهها الطفولي . أخذت تتذكر وتتذكر ، والمرض - هناك - ينخر في (الجسد المريض ).وفجأة ارتسمت على وجهها صرخة وابتسامة وقالت :

هيه... هيه .. لقد تذكرت .
أريد تان .تان .تي .

برمبال القديمة
في
أكتوبر: 1982م

عدل سابقا من قبل طارق حسن السقا في الثلاثاء أبريل 27, 2010 9:12 am عدل 1 مرات

سلام عليكم استاذنا الفاضل

تحية قلبية لك فإن لك فى القلب وحشة والله

وكم إشتقت إلى إبداعاتك وكتاباتك الرائعة

أشهد الله أنى أحبك فى الله

ولعلى اليوم أتشوق بعد قرائتى لموضوع حضرتك إلى أيام المدرسة والطفولة الجميلة واتذكر أيضا أساتذتى الأفاضل

الأستاذ إبراهيم شحاته رحمه الله والأستاذ صبرى مسعد والأستاذ الكبير رحمة الله عليه عما شعيشع

حقيقة تلعمت الكثير والكثير من هؤلاء الكبار فى كل شىء

أطال الله عمر الباقيين ورحم الله الراحلين

جزاكم الله خيرا

تاريخ ميلادى : 10/09/1986

دعونا نتطرق الى هذه القصة الطريفه من جوانب عدة متناولين
الاحداث والاماكن التى ذكرها استاذنا الفاضل
القصة التى دارت احداثها منذ مايقرب من ثمانية وعشرون عاما

هذا المريض الذى ارهقه المرض وقعد ينتظر عودة طفلته البريئة ومعها الدواء

هذه الطفلة البريئة التى ذهبت تلملم خطاها بحثا عن اقرب صيدلية فى
ذلك الوقت وهى على حد فهمى من هذه القصة صيدلية الرحمة فى
ذلك الوقت من الزمن ،،

شط المشروع والصبايا وغسيل الاوعية على عامة الطريق
ماجمل الحنين الى الماضى ، وما اروع ان نعيد ذاكرتنا الى الوراء قليلا
لنتامل فى حالنا من قبل وما نحن فيه من نعم الان
الكثير من ابناء جيلى وما بعدنا لم يعاصر هذا المشهد كاملا
فنحن لم نرى سوى حنفية المياه العموميه التى كانت تنتشر
على شاطئ المشروع واتذكر انهم كانوا ثلاثه على طول الشاطئ

المدرسة الابتدائية وذكرياتها وطفولتها واناشيدها الرائعه ،،
وكيف ان الطفلة ببرائتها وغيرتها على زميلاتها فى مدرسة المشتركة
قد دفعتها هذه الغيره الى ان تبادر باقى الاطفال بانشوده
يابتوع الظهر ياحرامية
هذا ايضا حنين الى الماضى يذكرنا به استاذنا الفاضل

انتظرت مرور (الديزل ) ،
اعتقد ان اغلبنا ايضا لم يعاصر وجود الديزل فى بلدتنا فنحن
لم نشاهد سوى هذا الطريق للمواصلات فقط وطريق القطار
اما الديزل فلم نشاهده قط

ثم نعود فى نهاية هذه الاحداث الى طفلتنا البريئة التى لم تستطع ان
تتذكر ماخرجت اليه من البدايه فقد تزاحمت عليها الافكار والعبارات
وابت ان تتذكر ماجائت اليه من البدايه

اعتقد لم تكن النهاية سيدى الفاضل فى تان تان تى
بل ستكون النهايه عندما تعود الى بيتها بدون الدواء
وستجد العقاب فى انتظارها وحينها لن تستطيع ان تقول
الا اه اه اه
نوفالجين اه اه

نسأل الله ان يبارك فيك استاذنا الفاضل وان يبارك لك فى اولادك
وان ينعم عليك بكامل الصحة والعافيه
ونتمنى الا تحرمنا من مثل هذه المقالات الرائعه

عدل سابقا من قبل ابراهيم نعينع في الثلاثاء أبريل 27, 2010 3:33 pm عدل 1 مرات

تاريخ ميلادى : 04/05/1975

دعوني أتحدث عن ثلاث نقاط
أولا أرحب بعودة أستاذ الجيل لاثراء منتدانا بكتاباته وهذا مايؤكد علي استمرار ايمانه بالدور الذي يمكن أن يقوم به المنتدي سواء في العمل العام أو في حفظ تراث بلدنا الحبيب
ثانيا أهم مافي هذه القصه أنها كتبت عام 1982 ومازالت محفوظه الي الآن مما يؤكد حرص كاتبنا الكبير علي الحفاظ علي ابداعاته وله كل التقدير في ذلك وهنا يتجلي دور المنتدي أيضا في توثيق تاريخ وتوثيق بلدنا الحبيب
ثالثا ماجاء بالقصة من بعض الجمل التي لايذكرها الا من تجاوز عمره الثلاثين من أمثالي لهو بالحق خطوه علي طريق حفظ تراث البلد الحبيب وهذا نشكر أستاذ الجيل عليه ونطالبه بأن لايتوقف حيث أنني أعتبر المنتدي اليوم عادت اليه الحياه من جديد

والله يا أستاذنا ذكرتنا بأجمل أيام العُمر

وأمثالنا ممن تجاوز الثلاثين كما قال أبو حمزة

له مع كل خطوة خطتها هذه الطفلة البريئة ذكريات ..

.* ذكريات شط الترعة وماسورة المياه التي كنا نتافس في تجاوز

الترعة من
خلالها .. والمشهد المتكرر يوميا من سقوط أحدنا من فوقها

....وما أدراكم و السقوط في الترعة بما تحتويه من خيرات مجاري برمبال
....

*تلك الترعة والتي
كانت لاتكتمل فرحتنا يوم العيد الا برحلة
بحرية

شراعية (كان فيه مراكب يا هيما ) تبدأمن السوق مروراً بالمدرسة الابتدائية

ثم مركز الشباب
ابو طربزتين بينج من عهد الملك تي
تي من الأسرة الفرعونية الثامنة

ثم دكان عم عبد المنعم ومسجد الشيخ سطوحي بدورات مياهه الأثرية

....وانتهاءا
بالمعدية المتجهة للمقابر

*ذكريات المدرسة الابتدائة مع اختلاف بسيط أن بتوع
الضهر الحرامية في حالتي

كانوا تلاميذ مدرسة الشهداء لكوني من تلاميذ
الرياض الابتدائية

*ذكريات الزراعية (بضم
الزاي) والديزل والسكة الحديد القديمة وركوب الديزل

والشعبطة فيه للحمدية والعودة سيرا علي الأقدام .....

-نابليون فرخة
وديك وضح ذلك ؟؟؟ يعني ايه يا أبو حمزة انت أ
قدم مني ههههه

دُمت مبدعا
يا أستاذنا الكريم وعوداَ حميداَ

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تاريخ ميلادى : 04/05/1975

اخي محمد صابر
نابليون كان ديك في حيفا ويافا ولكنه كان فرخة في عكا

الأخ العزيز نبيه :

تحياتي

وشكرا على التعليق الدافئ

وشكرا على برك بمعلميك الأوائل

· الأستاذ : إبراهيم شحاتة

· والأستاذ : صبرى مسعد

· والأستاذ : عماد شعيشع

فحقا من لا يشكر الناس لا يشكر الله عز وجل

إن أفضل فضيلة في حق معلم ان يذكره طلابه بعد حين بكلمة شكر لما قدمه من تربية وتعليم لهم .

وفي هذا المجال دعني يا سيدي اذكر بكل الفضل بعض من المعلمين الذين ما زلت أكن لهم كل الحب والتقدير على بصماتهم- ليس على شخصي - فقط ولكن على أجيال عديدة من شباب برمبال والرياض :

· الفاضل : الأستاذ سيد بدير

· والفاضل الأستاذ : المتولي السقا

· والفاضل الأستاذ إبراهيم رضوان – رحمه الله

· والفاضل الأستاذ : محمود البسيوني

لهم منا كل الحب والتقدير

وهذه دعوة لكل معلم أن :

يخلد ذكراه في عقول وقلوب الأجيال التي يربيهم ويعلمهم

بالتفاني في تعليمهم وتربيتهم كل ما ينفعهم في الدنيا وفي الآخرة ويجعلهم صالحين مصلحين أينما حلوا.

فكما ذكرت من قبل :

إن أفضل فضيلة في حق معلم ان يذكره طلابه الخير بعد حين لما قدمه لهم من تربية وتعليم .

بارك الله فيك

العزيز إبراهيم نعينع
شكرا على تعليقك على هذه القصة القصيرة التي تعكس عبق التاريخ
في قريتنا ( برمبال والرياض )
فلقد ذكرتنا بأكثر مما ذكرته طفلتنا الصغيرة
أثناء مهمتها لإحضار العلاج للجسد المريض من (البر التاني ) –
لها دلاله رمزيه في العمل
ولكن أحب ان أتوقف عن لمحة ذكيه استطعت بحسك المرهف
الوصول إليها وهي عندما قلت :
"اعتقد لم تكن النهاية سيدى الفاضل فى تان تان تى
بل ستكون النهايه عندما تعود الى بيتها بدون الدواء
وستجد العقاب فى انتظارها
وحينها لن تستطيع ان تقول الا
اه اه اه نوفالجين اه اه"

وهذا ما ينبغي أن يكون
فالجسد المريض هنا يا سيدي رمز للوطن
والطفلة هي رمز لكل من كلف بمهمة رسمية لعلاج مشاكل هذا الوطن .
وكل من يقصر او يشغل نفسه بقضايا فرعية غير الهدف الذي كلف به
من علاج مشاكل الوطن ( تماما مثل تلك الطفلة ) ولم يصل لهدفه لابد وان يعاقب لا أن يكافئ .
ولكن سؤالي لحضرتك :
· هل الاختيار كان موفقا ؟
· وهل اختيار طفلة صغيرة لشراء علاج هام لمرض خطير امر مناسب ؟
في انتظار رويتك ليحلى الكلام والنقاش .
تحياتي .

عدل سابقا من قبل طارق حسن السقا في الخميس أبريل 29, 2010 7:47 pm عدل 1 مرات

العزيز حامد جنيدي

كنت أود أن أعرف مشاعرك – وأنت اللي بتموت في دباديب بلدنا – وانت تقرا هذه القصة
التي تعكس عبق التاريخ الجميل في برمبال والرياض , وأنت خارج حدود الوطن .
فكما كان يقول دائما صديقي العزيز:
الأستاذ : احمد عبد السلام عيد ( أبو بشير )
أمد الله في عمرهما
والذي كان دائما بطريقة كلامه اللذيذة والتي لا تنسى يردد:
" اللي بيني وبين برمبال القديمة ده غرام
غرام .. غرام .. غرام
عارفين يعني ايه غرام "
وصدق فيما قال :
فحب الأوطان من الإسلام
ولعلك تذكر موقف النبي صلى الله عليه وسلم لما طرده أهل مكة منها
"والله إنك لأحب بلاد الله إليّ،
ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجتُ"
شكرا على تعليقك
وشكرا على توضيحك لجملة :
نابليون فرخة وديك وضح ذلك؟
و كذلك كان هو .

عدل سابقا من قبل طارق حسن السقا في الخميس أبريل 29, 2010 9:49 pm عدل 1 مرات

المبدع.. طارق السقا السلام عليكم..هذه واحدة من الروائع التى قراناها فى مطلع الصبا لنتعرف ونكتشف اديبا عالميا ياخذ من واقعه المحلى منطلقا لافاق رحبه تماما مثلما فعل اديب نوبل نجيب محفوظ عندما رجوتك ان تعيد اطلاق هذه الابداعات كنت اتوقع صداها الكبير عند قراء المنتدى هذا الصدى الذى مازال يعيش فى قلبى وفى وجدانى ارجوك واصل هذه التجربه ولاتحرمنا من استعادة الذكريات الجميله .. لن نكون ابدا جاحدين معك ..نفتقد وجودك النبيل..نحن الى زمن كنت فيه القدوه والرمز..الى الزمن الجميل..سنوات عديده خلت..ونحن لا نملك الا الحنين..فرفقا بنا ياصديقى..رفقا بالمحبين. حسين ناجح

العزيز : محمد صابر
شكر الله لك
وشكر على هذا الزخم الهائل من الذكريات الحنونة التي
لا يمكن أن ينساها أو - يتناساها - إلا كل لئيم
فهذه البلد خرجت العديد من العظماء
وهي تستحق منا أكثر وأكثر مما هي فيها
وكذلك ناسها الطيبين
عزيزي محمد صابر :
وكم هو جميل ورائع ألا ينسى الإنسان جذوره وماضيه
وكم هو أجمل وأجمل أن يفتخر بذلك الماضي وتلك الجذور الأصيلة .
فنحن جميعا يا صديقي مدينين لبلدنا – برمبال والرياض – وفي رقبة كل منا دين لابد بعد أن من الله علينا أن نرده لها ولناسها الطيبين مهما باعدت بيننا الأيام أو فرقتنا السنون
مرة ثانية شكرا لك
وأسعدتني مشاركتك

العزيز السيد ابو اليسر

شكر الله لك

وبارك فيك

أتمنى أن تشاركنا

الحوار

صديقي: حسين ناجح
منذ وجهت الدعوة لي بان أعيد نشر مثل هذه الأعمال
وأنا متردد
إلى أن جاءت تلك اللحظة الشجاعة
وقررت أن أميط عنها اللثام
ولم يكن ذلك إلا إيمانا مني
بدور الفن الهادف عموما ,
والأدب على وجه الخصوص
في المساهمة في تشكيل عقلية الأمة .
فأمة لا تقرأ امة لا تبدع .
والأمة التي لا تبدع امة لا تستحق أن تحيى بين الأمم .
تحياتي
والى لقاء ... دائم... طويل... قريب .

تاريخ ميلادى : 10/09/1986

سلام الله عليكم اجمعين
عودة الى هذا الحوار الشيق مع استاذنا الفاضل
والذى ازداد اشراقا مع تعليقات باقى الاعضاء
وتعقيب استاذنا الفاضل على هذه التعليقات
من المؤكد استاذنا الفاضل ان الجسد المريض يحتاج الى مزيد من
العنايه والاهتمام من المحيطين حوله والا ازداد به المرض وانتشر
فى انحاء الجسد ومن ثًم الى الموت فى النهايه
فاذا كان الجسد المريض فى قصتنا هذى يمثل الوطن ،، والطفله هى
بمثابة ابناء الوطن فلايجوز لابناء الوطن ان يتخلى عن وطنه
فاذا ابتعد كل منا وتخلى عن مسئوليته تجاه وطنه من المؤكد ان
هذا سيعود بالضرر على وطننا
فكل منا فى مكانه وفى عمله يحمل كامل المسئوليه على عاتقه
وهو يمثل وطنه سواء كان داخل وطنه او خارجه
ولكن سيدى الفاضل لابد ان نحسن الاختيار فى من سيتحمل المسئوليه
فلايكلف الله نفسا الا وسعها
وكما قيل فى المثل الشخص المناسب فى المكان المناسب
ففى قصتنا هذى ارى اننا لم نحسن الاختيار نهائيا
فهذه طفلة مازلت صغيره وذاكرتها قليله فلايجوز لنا ان نحملها اكثر من
طاقتها وبكل اسف هنا فى قصتنا الرائعه هذى وضعنا على عاتقها
الكثير من المعوقات والصعوبات
اولها انها مازلت طفلة صغيره وذاكرتها قليله وصعب عليها ان تتذكر اسم الدواء
ثانيها طول الطريق فهى آتيه من اعماق برمبال وذاهبة الى اعماق الرياض
بحثا على الصيدليه التى ستجلب منها الدواء
ثالث هذه الصعوبات الا وهو الخطوره الشديده التى ستقع عليها
فهى ذاهبة يوم الخميس وهذا يعنى ازدحام شديد فى البلده
كما انها ستمر امام خط الديزل المتواجد فى الرياض ومن المحتمل ان
تقع امام الديزل اثناء مروره
ناهيك عن انها من الممكن ان تتوه فى شوارع البلده فهى مازالت طفلة
صغيره
ارى سيدى الفاضل انه اذا اردنا ان نعبر بوطننا الى بر الامان فلا بد ان
نحسن اختيار من سيتحمل مسئولية الوطن ومشاكله

تاريخ ميلادى : 04/05/1975

أستاذي العزيز أستاذ الجيل
سأصف لك شعوري وأنا أقرأ القصة أولا كنت فرحا جدا بعودتك للكتابة وكان هذا أكثر مايشغلني أما بخصوص مفردات القصه فشعرت بعبق التاريخ في هذه القصه وعدت معها الي الوراء وتذكرت عندما كانوا يقولون لنا
سنه أولي تاكل فوله وتتحلي بالحماره المفجوره
وعندما كنا نحن سنه أولي كنا نرد عليهم
سنه أولي تاكل فوله وتتحلي بالكاكولا
في زمن كانت فيه الكاكولا نوع من أنواع الترفيه النادر الحدوث وكنا نرد علي سنه سته ونقول
سنه سته تاكل فته وتتحلي بالأته
وذكرني هذا الموضوع بفكره أطلقها أخونا علي حسن داوود وأخونا جاد محمد جاد في التسعينيات بعمل قاموس يضم مفردات اللغة العاميه لبرمبال القديمة وهي فكره مازالت قائمة ولم تمت وريما يأتي يوما باذن الله ونقوم بتنفيذها
أما بخصوص ماذكرتم بأني أموت في دباديب بلدنا فأخشي ماأخشاه أن يموت هذا الحب نظرا لأننا نصمم علي ارسال الطفلة لشراء الدواء للعجوز وسنظل نرسلها كل مره ولم يتحرك أحد ليرسل من هو أجدر بشراء الدواء ولن تموت العجوز ولكن لن يكون لها اي قدره علي فعل شئ وسوف يضعف معها ابنائها الذين يعيشون في كنفها ومن يجد الفرصه لان يهجر الحياه معها فلن يتردد في الرحيل وهذا هي الكارثه انتمائنا للعجوز المهدد بالضعف هو أخطر مايواجه تلك العجوز لأن هذا هو الخيط القوي الذي يربطنا بها فاذا فقدناه فأعتقد أن العجوز ستمت لا محاله

موضوع: رد: تان .. تان .. تي السبت مايو 01, 2010 2:43 pm

عزيزي ابراهيم أبو نعينع

صدقت

ففعلا إذا أردنا أن نعبر بوطننا إلى بر الأمان فلا بد أن
نحسن اختيار من سيتحمل المسئولية
ولا نكون كأهل هذه الطفلة الذين أساءوا الاختيار
فكانت النتيجة أن الطفلة الصغيرة وبعد هذه الرحلة
وبعد هذه المعارك مع "طواحين الهواء "
أرادت أن تحضر إي علاج
فمرة طلبت نابليون
ومرة طلبت أكسجين
ومرة طلبت تان .. تان.. تي
وهكذا
ولكن لا أدري :
من الذي يستحق العقاب ؟
تلك الطفلة الصغيرة التي لا حول لها ولا قوة ؟
أم من اختارها لتلك المهمة الخطيرة ؟

تاريخ ميلادى : 10/09/1986

دعنى اجيب على سؤالك هذا استاذنا بمثالين بسيطين جدا
الاول وهو
كلفنى والدى بتصليح احد الاجهزة الكهربائيه بمنزلنا
فاخبرته انى لافهم فى اعمال الكهرباء ولا استطيع القيام بهذا العمل
ولكنه اصر على ان اقوم انا بنفسى بهذا العمل وخوفا من والدى واحتراما
لكلامه بدأت محاولا تصليح هذا الجهاز ولكن نتيجة لجهلى بهذا الامر
تحولت المشكلة البسيطة فى الجهاز الى مشكلة كبيره واصبح
لافائدة منه بعد ان كان من الممكن تصليحه عند احد المختصين
فى هذه الحاله والدى هو من سيتحمل عواقب هذه المشكله
وليس انا وهو نفس الوضع مع طفلتنا

الحالة الاخرى
تم الاعلان عن وظيفة معينه وذهبت انا اليها واخبرتهم اننى الوحيد من يصلح
لهذه الوظيفه وانا على استعداد لتحمل كامل المسئوليه
ثم بعد ذلك تخليت عن واجباتى تجاه هذه الوظيفى ولم أؤدى
عملى على اكمل وجه مما ادى الى حدوث بعد المشاكل المتعلقه بالعمل
فى هذه الحاله انا من سيتحمل عواقب ماحدث

ولكن ومع كل هذا استاذنا الفاضل قد تجد اناس يتم وضعهم فى
المكان غير المناسب لهم وينتج من وراء ذلك العديد من الخسائر
ولكن دون اى عواقب عليهم ولا على من وضعهم فى مكانهم
ففى رايك لما كل هذا ومتى سنتخلص من هذه المشكله ؟

موضوع: رد: تان .. تان .. تي الأحد مايو 02, 2010 9:46 pm

العزيز : حامد جنيدي

الاوطان الكبيرة تمرض ولا تموت

وبلدنا دولة عظيمة

قد تمرض ولكنها أبدا لا تموت .

أما بخصوص تصميمنا علي ارسال الطفلة كل مرة لشراء الدواء للعجوز ,

وإصرارنا على ذلك ,

وتصميمنا على أن نرسلها كل مره

وعدم تحرك أحد ليرسل من هو أجدر بشراء الدواء .

فهذه مسئوليتنا وفي رقبتنا جميعا .

موضوع: رد: تان .. تان .. تي الأحد مايو 02, 2010 10:00 pm

العزيز ابراهيم أبو نعينع

تقول

قد نجد اناس يتم وضعهم فى

المكان غير المناسب مما يترتب على ذلك العديد من الخسائر

ولكن دون اى عواقب عليهم ولا على من وضعهم فى مكانهم

وتتساءل :

متى سنتخلص من هذه المشكله ؟

الحقيقة أخي ابراهيم

أحيلك الى قراءة هذا المقال

ربما تجد فيه إجابات عن تساؤلاتك

وفي انتظار تعليقكم

ورابط المقال هو :

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

تاريخ ميلادى : 04/05/1975

نعم أستاذي العزيز مصر تمرض ولا تموت لأن مصرنا الحبيبه تحرسها يد رب العالمين فهذه الأرض المباركه لم تذكر في القرآن الكريم الا في مواقع مميزه فذكرت بالأمن والأمان وكذلك عندما أراد الله أن يحفظ نبيه موسي ارسله الي مصر وكذلك نبيه يوسف ارسله الي مصر ليحميه وذكرها ايضا بالخير وبالخيرات وهذا ما يطمئننا ولكن أنا لا أخشي الا من ضعف الانتماء الذي كان دائما أحد أهم مميزات هذا الشعب العظيم في وسط باقي الشعوب فلقد لاحظت في سنوات الغربة أن اسم مصر اذا ذكر بشر من شخص غير مصري كان المصريون يثورون ثوره عارمه حتي لو كان المتحدث علي حق ولكن في الفتره الأخيره هدأت هذه الثوره نظرا لعدم رضا المصريين عن حال بلدهم وهذا مايخيفني أن نتعود علي هذا حتي نجد انتمائنا أصبح مجرد خيط رفيع يربطنا فقط بأهالينا وليس بوطننا الذي عشقناه ومازلنا نعشقه
أيضا أحب أن آخذ رأيكم في عمل قاموس اللغه العاميه القديمه لبلدنا الحبيب

تاريخ ميلادى : 27/07/1977

استاذي الفاضل سعدت كثيرا عندما عرفت انك متواجد في هذا المنتدى الجميل الرائع وسعادتى زادت بقراءة هذه القصه القصيره ذات المدلولات الكبيره ونتمنى من الله ان نرى الوقت الذى يرسلون فيه من هو اهلا لطلب الدواء لاننا تعبنا من كثرة الاطفال المنشغلين بأهوائهم الصغيره عن تحقيق الهدف من ارسالهم
استاذي الفاضل اعرف حق المعرفه ان هذه القصه هي نقطه من بحر كتاباتك القديمه منها ما نشر في مجلات قديمه مازلت احتفظ ببعضها
استحلفك بالله ان تستمر في نشر هذه القصص الرائعه وان لا تحرمنا متعة الاطلاع عليها مرات عديده والاستفاده مما تحمله من معاني جميله
وكي يقراها الشباب الجدد ويستمتعو بها
ولك خالص تقديري واحترامي لشخصك الكريم

تاريخ ميلادى : 10/09/1986

الاستاذ الفاضل حامد خلف ذكرت فى حديثك الاخير نقطة هامه
لابد ان ننتبه لها جميعا الا وهى ضعف الانتماء الذى تسرب الى
نفوسنا جميعا فبعد ان كان مجرد ذكر اسم مصر بسوء كنا نثور
على من يدعى ذلك اما الان فاصبحنا نحن وبكل اسف نتحدث
عن مصر بنفس اللهجه التى يتحدث عنها الغرباء
واصبحنا نحن ابناء الوطن نفتقد الانتماء الى وطننا
ولكن هلى هذه مشكلة ابناء الوطن ؟؟
ام مشكلة مسئولى الوطن ؟
ام مشكلة الوطن نفسه ؟

تاريخ ميلادى : 10/09/1986

بالفعل استاذنا الفاضل لقد قرأت مقالتك الرائعه
ووجدت العديد من الاجابات لسؤالى هذا
ولكن احببت ان اذكر نفسى واياكم بمقولة لا احد يجهلها
لامير المؤمنين عمر بن الخطاب حين قال
" والله لو ان بغلة تعثرت فى العراق لخفت ان
يسألنى الله عنها لما لم تمهد لها الطريق ياعمر"
هذا حاله مع الحيوان فكيف به مع رعيته رضى الله عنه
لقد ذكرت المهام التى حددها النص النبوى
ولكن هل يتم تنفيذ جزء ولو بسيط من هذه المهام الخمسة
فى عصرنا هذا ؟

هل نستطيع ان نحاسب الحاكم بصفة عامة فى سوء اختياره
والمسئول بصفة خاصة اذا قصر فى اداء عمله ؟

لقد استطاع ابن خلدون ان يختزل دور الحاكم فى مهمتين اساسيتين
كما تفضلتم وذكرتم " حراسة الدين وسياسية الدنيا "
الا وقد افتقدنا حراسة الدين فكيف هى سياسية الدنيا فى عصرنا ؟

"إن أردت أن يكون عملك كله خير فاستعمل أهل خير".
اين نحن من اهل الخير فى زماننا هذا ؟
واين اهل الخير من الحكم ؟؟

تاريخ ميلادى : 04/05/1975

أخي الأستاذ ابراهيم نعينع
مهما كان المسئول عن تلك المشكلة سواء كان الوطن أوالمسئولين عنه أونحن فلايجب أن نستسلم بسهولة للشعور بفقد الانتماء نظرا للاحباط الذي ينتابنا بسبب اليأس من التغيير ويجب أن نضع نصب أعيننا أن مصر ليست بالبلد العادي الذي من السهل نسيانه لذلك اذكر نفسي واذكركم بالتمسك بانتمائنا لهذا البلد العظيم مهما حدث ومهما قست علينا فتظل هي مصر التي اختارها رب العالمين لتكون دائما حائط الصد الأخير لكل حملات الغزاه علي مر العصور من الهكسوس الي الصليبين الي التتار ثم اليهود وباذن الله الحملة الصليبيه الحديثه التي بدأت ولم تنته بعد