تان .. تان .. تي

موضوع: تان .. تان .. تي الإثنين أبريل 26, 2010 11:25 pm

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

تان .. تان .. تي

بخطى مسرعة انطلقت تنهب الطريق نهبا . براءة وجهها تعكس مرارة ما يدور هناك . انطلقت وبقايا دموع تلمع في عيونها . فالمرض - هناك ينهش في (الجسد المريض). أخذت تردد اسم العلاج خوفا من ضياعه من ذاكرتها لكونها تدرك خطورة الأمر :

• نوفالجين ............. .نوفالجين
• نوفالجين ...............نوفالجين.

لم تعط اهتماما لكل ما يدور حولها في ميدان السوق الذي بدأ يستقبل رواده من الباعة والجزارين استعدا لسوق الخميس في الغد . فلم يكن يشغلها سوى ترديد الاسم والجسد المريض .
• نوفالجين ............. .نوفالجين
• نوفالجين ...............نوفالجين

في منتصف الطريق دب التعب في قلبها . زاغت نظراتها ، تشتت تفكيرها، وأخذت خطواتها في التمهل وهي تنظر إلى الصبايا وهن يغسلن أوعيتهم على ( شط المشروع) .

• نو..فا.. لجين نو..فا..لجين نو... فا.... لجين .

شلة من أطفال (مدرسة الحرية الابتدائية ) قابلوها أثناء خروجهم من مدرستهم . نظرت أليهم، أعجبتها دقاتهم على حقائب كتبهم، و إنشادهم الجماعي المنتظم:

• سنه أولى . .
• تاكل فوله ..
• وتتحلى ..
• بالحمارة ...
• المفجورة .

ولما كانت من تلاميذ سنة أولى بمدرسة ( المشتركة الابتدائية ) ثارت ، وهاجت ، وماجت وهبت ترد في عناد وقوة :

• يابتـوع الظهر يا حرامية
• سرقتم مني الجلابية .

ولما كان عددهم كبير . وحناجرهم أعلى من أن يسمع صوتها . لم ينتبه إليها منهم أحد . فانطلقت تخترق السوق إلى مقصدها وهي تردد :

• نوفالجين .. تان .تان ..تي
• نوفالجين .. تان .تان ..تي
• تان .تان ..تي .
• تان .تان ..تي

قبل أن تغيب بخطاها الراقصة قابلتها شلة أخرى . هدأت من سرعتها . استجمعت قواها لترد أية إهانة قد توجه إليها من (بتوع الظهر الحرامية ). ولما اقتربت منهم .. انفجر من بينهم صوت واعد تملأه نبرات التحدي وهو يسال زملائه:

نابليون فرخة وديك وضح ذلك ؟ ؟؟

سمعت كلاما كثيرا عن يافا ، وحيفا , وعكا لم تدرك منه شيئا . ولما لم تجد ما يمس كرامتها انطلقت إلي مقصدها بخطاها الراقصة ، ولسانها يردد :

• تان .تان .تي . نابليون .
• تان .تان .تي . نابليون .
• تان .تان .تي.
• تان .تان .تي.

انطلقت ومازال آخر سؤال سمعته منهم يلمع في مخيلتها:

• كم نسبة الأكسجين في الهواء ؟؟؟؟

بخطى راقصة انطلقت إلى صيدلية الرحمة (بالبر التاني )، ونداءات السائقين و التباعين تملأ ميدان المحطة بأصواتهم الصاخبة :

• (كفر علام ,, ميت الخولي .. دكرنس ) .
• (الكردي .. الجمالية.. المنزلة) .

انتظرت مرور (الديزل ) ، ثم عبرت الأسفلت وهي تردد :

• أكسجين ..تان ..تان .تي
• اكسجين ..تان ..تان .تي
• تان ..تان .تي
• تان ..تان .تي .

وصلت ، وهناك- - سألها :
• ماذا تريدين ؟
• أريد .. أريد ..اريد ..
• ......................................!!
• ...................................!!!!
• ماذا تريدين ؟
• أريد .. أريد ..اريد...............
لقد تذكرت . لقد تذكرت ،
أريد نابليون ، نعم.. نعم. .نابليون .
• ......................................!!
• لا . .لا ..أكسجين.....أكسجين

أمارات دهشة ارتسمت على وجهه ، تركها ، انصرف ، تابع عمله ، انتحت جانبا، ملأت الدموع عينيها , أخذت تتذكر. وكل أمارات حزن عجائز قريتنا نبتت على وجهها الطفولي . أخذت تتذكر وتتذكر ، والمرض - هناك - ينخر في (الجسد المريض ).وفجأة ارتسمت على وجهها صرخة وابتسامة وقالت :

هيه... هيه .. لقد تذكرت .
أريد تان .تان .تي .

برمبال القديمة
في
أكتوبر: 1982م

عدل سابقا من قبل طارق حسن السقا في الثلاثاء أبريل 27, 2010 9:12 am عدل 1 مرات

الأخziad2224

شكرا على مرورك

وشكرا على كلماتك الرقيقة

وفهمك العميق لطبيعة القضية

وكنا نتمنى أن نتشرف بمعرفة اسمك الحقيقي

ففي هذا سعادة لنا

ولقراء موقعنا .

وأعدك بما استحلفتني الله به.

بعد أن تعدني برسالة خاصة على ايميلي الخاص ( alsaqa22@hotmail .com )

السلام عليكم جميعا
تأخرت ... فإعذروني وهذا مؤكد للإستفادة من طول الحوار والنقاش الجيد
الأستاذ الكريم طارق السقا
عبَرنا علي أيدي تلك الفتاة القاصر كل جوانب القصة الممتعة حقاً ولي نظرة ربما تكون أو لا تكون بمكانها
وهي من المحتمل أو علي الأغلب لم يكن لدي العجوز غير هذا الحل بأنه يرسل البنت الصغيرة
لأنه لم توافر لديه أي بدائل ، وإن كان بيديه حل آخر لأرسل غيرها
وعلي هذا الأساس لن يكون المريض مسؤول ولا حتي البنت المُرسَله ،
ولكن ...............
إذا كانت الطفلة رمز لـ مَن وظّفهم القدر للبحث عن علاج الوطن
وكانت طواحين الهواء قادرة علي تشتيت الفكر وبعثرة العزيمة ... هنا أحق أن نبحث عن تجميع قوي العقل للتركيز وتحديد التوجيه للوصول إلي المطلب او الغرض !
هل هذه حقيقة أم فاتني كثير ؟؟؟
لأن القوة لا تقدر علي مواجهة طواحين الهواء
ولكن العقل يقدر !
... أتمني أن أكون مخطئ تعبيرياً ليحظيَ قلمي بالتصحيح .

موضوع: رد: تان .. تان .. تي الأحد مايو 09, 2010 2:49 pm

أستاذي وصديقي الفاضل:
تحياتي لك ولقارئك الكريم
اسمح لي أن أقرأ القصة من وجهة نظر مختلفة.
بعيداً عن الرمزية التي أشرت إليها في تعليقك؛
فإن عنوان القصة في اعتقادي هو الجهل.
قد يبدوا أن الجسد المريض في حاجة إلى علاج ،
ولكن كما أن الطفلة الصغيرة لا تصلح لإحضار العلاج
من الصيدلية، فإن النوفالجين أيضاً ليس هو العلاج .
تماماً مثل إسماعيل في رواية يحي حقي " قنديل أم هاشم " ،
حيث درس الطب في انجلترا ،
وعاد ليعمل طبيباً للعيون في بلده ،
واكتشف أن سبب المرض وسط أهله هو الجهل،
حيث العلاج في نظرهم هو قطرات من زيت قنديل المسجد.
وأرى أن القصة كما تم إضافتها قديماً على رابط موقع القصة العربية
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
معبرة بشكل أفضل بدون بعض المفردات الجديدة أو التفصيلات ذات المحلية الواضحة،
فهل كنت تقصد ذلك ؟

تاريخ ميلادى : 10/09/1986

استاذنا الفاضل طارق حسن السقا
لا ادرى لماذ ابتعدتم عنا ثانية
فانت لنا بمثابة الاب والمُعلم والمُربى الفاضل
اتمنى ان يكون المانع خير والا يطول هذا الامر
وفى انتظار تعليقكم الكريم حول مساهمتى الاخيره
ومساهمة الاستاذ حسين
ثم مساهمة االاستاذ الفاضل short happy life
الذى نأمل ان نتعرف عليه فى القريب العاجل

الأستاذ الفاضل : حسين باشا

الأخ العائد : short Happy life

كل أمور الدنيا والدين قائمة على فكرة الاصطفاء

" الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس إن الله سميع بصير" سورة الحج - ايه 75

ونحن لا بد وأن نتقن فن الاصطفاء في كل أمور حياتنا

فالحكمة تقول :

الرجل المُناسب في المكان المناسب

أما في زماننا فأصبح

الرجل المِناسب في المكان المناسب

وأرجو أن يكون الفرق بين ( الرجل المُناسب) و ( الرجل المِناسب) قد أوضح الفكرة